رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

 

 

 

لا خلاف على الخطورة التى يواجهها العالم الآن بسبب ظاهرة تغير المناخ.. ولا خلاف أيضاً على أن المتسبب فى هذه الظاهرة هى الثورة الصناعية، وتوحش الدول الصناعية الكبرى لتحقيق أكبر قدر من المكاسب على حساب كوكب الأرض الذى يتشارك فيه كل سكان المعمورة.

إذا كانت مصر قد حرصت على المشاركة الفعالة فى هذه القمة بوفد عالى المستوى قاده الرئيس عبدالفتاح السيسى، فذلك لأن مصر لديها ما تقوله وتقدمه للعالم فى هذا الشأن، خاصة أن مصر قد أعلنت عن استضافة المؤتمر القادم فى شرم الشيخ.. وقد نبهت مصر سابقاً وفى أكثر من مناسبة إلى خطورة التغير المناخى وتأثيره على البشرية وكوكب الأرض بسبب تزايد الانبعاثات الحرارية التى تؤدى إلى كوارث طبيعية وحرائق وتزايد ظاهرة التصحر والجفاف وقلة الغذاء، وزيادة الأعداد التى تواجه خطر الجوع، وقد جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى معبرة عن الواقع الذى يعيشه العالم، عندما أكد أن القارة الإفريقية غير مسئولة عن أزمة المناخ، ومع ذلك فهى تواجه التبعات الأكثر سلبية للظاهرة، وما يترتب عليها من آثار اقتصادية واجتماعية وأمنية وسياسية، ومن ثم تدعو مصر إلى ضرورة منح إفريقيا معاملة خاصة فى إطار اتفاقية باريس، مشدداً على الشعور بالقلق إزاء الفجوة بين التمويل المتاح وحجم الاحتياجات الفعلية للدول النامية، ومن ثم فلا بد من وفاء الدول المتقدمة الكبرى بتعهداتها بتقديم مائة مليار دولار سنوياً لمصلحة تمويل المشروعات المتعلقة بالمناخ فى الدول النامية، وأكد الرئيس السيسى على الإجراءات التى تتخذها مصر لمواجهة الظاهرة سواء بالطرح الأول للسندات الخضراء بقيمة 750 مليون دولار، أو الخطوات الجادة التى اتخذتها مصر للوصول بنسبة المشروعات الخضراء الممولة حكومياً إلى 50٪ بحلول عام 2025 ونسبة 100٪ بحلول عام 2030، مشيراً إلى أن مصر وصلت إلى نسبة 20٪ من مصادر الطاقة المتجددة ونعمل على وصولها إلى 42٪ بحلول عام 2035.

الحقيقة أن المتسبب فى الأزمة التى تواجه العالم الآن هى الدول الصناعية الكبرى فى شمال العالم بداية بأوروبا وأمريكا وروسيا وانتهاء قبل عدة عقود باليابان والصين وكوريا وعدد من الدول التى سارت على نهجهم، وإذا كانت هذه الدول قد تسبب توحشها الصناعى فى زيادة الانبعاثات الكربونية بصورة خطيرة، مقابل تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية، فإن بعضها لم يتوقف عند هذا الحد، وانتقلت إلى التسابق فى التسلح النووى، وما يتبعه من تفجيرات نووية كان لها أبلغ الأثر على التغير المناخى وباتت تهدد العالم بالفناء فى أية لحظة.. والمؤسف أنها الآن وبعد أن حققت كل مكاسبها وما زالت تحقق إلا أنها بدأت تشعر بخطورة التغير المناخى بعد أن طالتها بعض الكوارث الطبيعية التى تهدد مواطنيها وبنيتها الأساسية وتحضرها، عادت مرة أخرى لفرض سياستها على العالم وربط بعض المنح والمساعات الزهيدة للدول النامية بضرورة استخدام الطاقة المتجددة لإصلاح ما أفسدته هى، وكأنه كتب على الفقراء فى الجانب الجنوبى من العالم أن يدفعوا الثمن دائماً من أجل توحش الأثرياء فى العالم الشمالى الذى بدأ يشعر بالخطورة جراء ما أدركه من التغير المناخى، والملاحظ أن هناك دولاً كبرى ما زالت على مواقفها مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة التى تتعامل مع الأمر بشكل سياسى.. وهو الأمر الذى يدعو الدول النامية أن تتوحد فى محاسبة هذه الدول المتوحشة للحصول على حقوقها من أجل تمويل مشروعات مصادر الطاقة المتجددة التى يحاول فرضها الآن العالم المتقدم والمتوحش.

حمى الله مصر.

نائب رئيس الوفد