رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 خلال ثلاثة مقالات سابقة حاولت قراءة مجموعة من أهم السير الذاتية المعروفة التى تعتمد على السرد التقليدى أو غير التقليدى وكلها كانت تركز على قضية الالتزام بالحقيقة دون مبالغة أو تقليص للواقع والمعروف عندنا فى مصر أدباء ومفكرون أحدثوا دويًا بعد كتابتهم كتب السيرة الذاتية مثل: كتاب الأيام لطه حسين فى ثلاثة أجزاء، ثم من بعده فى الأهمية السيرة الذاتية للدكتور لويس عوض التى اعتمدت على الصراحة المطلقة والتى تسببت فى خلافات بين إخوته. ومن السير المهمة كتب خليل حسن خليل وأحمد أمين وغيرهما.

أما فى الأجيال اللاحقة لهؤلاء الرواد فقد ترك الكاتب سمير سرحان كتاب «على مقهى الحياة» وامتلأ الكتاب بالمبالغات التى لم تصمد مع السنوات فتساقطت واحدة تلو الأخرى وتقريبًا تناسى الناس الكتاب وتوارى مع صاحبه. ومن قبل هذه السيرة كانت سيرة الأديب ثروت أباظة وحاول فيها أن يبتعد عن الأزمات فأسماها، «مذكرات لا ذكريات» ولكن امتلأت الصفحات بسطور فاترة برغم أنه خاض معارك أيديولوجية كثيرة لم يكتب عنها أى شىء مهم وفقد الكتاب رونقه.

فى المقابل تركت لنا الكاتبة الدكتورة نوال السعداوى سيرة ذاتية شجاعة قد يختلف كثيرون عليها لجرأتها ولكنها فى النهاية تركت كتابًا يكون مثار جدل وصراع فكرى ومثله كتاب الآن أتكلم لخالد محيى الدين أثار جدلًا سياسيًا وأدبيًا وحرك الماء الراكد منذ سنوات فكان فعالًا. والكاتب الجاد محمد السيد عيد كتب بصراحة وبراعة سيرة محرر المرأة قاسم أمين. وكان عملاً مهمًا تعلمنا منه الكثير ولكننا شاهدناه عملاً دراميًا بينما كتب قاسم أمين عن حياته أكثر من رؤية، إلا أن محمد السيد عيد كان أمينًا على قاسم أمين وتراثه.

أما من مسالب السير الذاتية التى شاهدناها دراميًا سيرة أم كلثوم، كتبها محفوظ عبدالرحمن. وبرغم التهليل الذى رافقها إلا أنى أرى أنه عمل غير أمين لأنه رفع منزلة أم كلثوم إلى مقام القديسين أو أولياء الله الصالحين نافيًا عنها أى هفوات، بينما نفخ التراب على منافسيها فظهرت فنانة مثل منيرة المهدية سيدة ساقطة منحرفة تتسلى بالخمر والفلوس والرجال ولم يظهر منها أى جانب إيجابى مثل المسرحيات الوطنية التى قامت ببطولتها من ألحان سيد درويش وتأليف يونس القاضى وبديع خيرى وكانت هذه الأعمال الفنية تحارب الإنجليز وتقاوم الاحتلال بكل أشكاله، وبسببه تعرضت للمساءلة أمام القضاء.

وفى نفس الوقت كانت أم كلثوم تمدح ملوك مصر بل سعت للتقرب منهم ومحاولة الزواج من أحد أقرباء الملك. وحينما جاء محمد نجيب إلى الحكم غنت له ومشى نجيب وجاء جمال عبدالناصر فغنت له. ومحا كل ذنوب العهد الماضى أخفى قضايا ضدها ونزع من أرشيف الإذاعة أغانى للملك وصارت على مدى السنين سلطة كبيرة يخشاها الناس وتطيح برؤساء تحرير بمكالمة تليفون، ولم ينجح سوى السادات وزوجته فى ترويض أم كلثوم لتعرف أنها مجرد مغنية..

ومثل هذه السيرة مسلسل تحية كاريوكا التى ظهرت فيه زعيمة تتحدى الملك فاروق وتهدده فتقول للمقربين منه قولوا للملك أنا تحية كاريوكا وأظهر العمل الفنانين شادية ومحرم فؤاد وإسماعيل ياسين صغارًا أمامها يسمعون النصيحة فى خضوع وقد يصحبها توبيخ، وهذا كله هراء وتحريف.

اليوم أرى أكثر من سيرة ذاتية تستحق القراءة والرؤية الدرامية من بينها أكثر من كتاب للدكتور على الراعى وصلاح عبدالصبور والسيد ياسين والسيد حافظ وصنع الله إبراهيم وأمل دنقل وغيرهم من المفكرين على مختلف اتجاهاتهم. وهناك أسماء مهمة نريد أن نعرف أسرار حياتهم مثل لطفى الخولى ومحمد حسنين هيكل وألفريد فرج ومحمود دياب. 

[email protected]