عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

أعرف تمامًا أنك لن تسمعنى، ولن تصل كلماتى إليك، وقد أصبحت فى رحاب الله مع الصديقين والشهداء.. ولكننى أدعوك أن تسامحنا جميعًا.. كلنا خطايا ومعك أخطأنا فى حقنا وحق أجيال كثيرة قادمة.. سامحنا يا دكتور حسن حنفى يا أستاذى الجليل وليغفر الله لنا جميعًا يوم لا ينفع مال ولا بنون.

شرفت أنا ودفعتى بتدريس د. حسن حنفى لنا.. سنة واحدة غيرتنا بلا مبالغة، رأينا العالم الحقيقى شكلاً وقلبًا وعقلاً وأدبًا ومنذ المحاضرة الأولى خرجنا مع حتى باب كلية الآداب واعتذر لنا ووعدنا بأن نزوره فى مكتبه فى أى وقت يتواجد فيه.. وأنا شخصيًا لم تنقطع صلاتى واتصالاتى به حتى ظهور الملعونة «كورونا» ما أضافه لنا د. حنفى هو ما سميته «فتح نوافذ القلب والعقل معًا» كان يقول لنا ما أريده هو نبش عقولكم لتفكروا بطريقة علمية سوارها العقل واستفت قلبك والقراءة والتعلم من كل ما يقابلك فى حياتك ودائمًا جدد فكرك طبقًا لما يحيطك من جديد ولا تنس أن لنا تراثًا وميراثًا وأننا نحتاج فقط لتنقية هذا التراث وتقديمه بصورة وفكر ينفع الناس ويناسب عصر السرعة والمتغيرات التى نجحت فى تشتيت فكر الناس وقلة من المتخصصين.. عافنا وعفاهم الله.. إن العالم يتغير بسرعة معتمدًا على العمل والعلم والمعرفة والهوية.

كنت يا أستاذى الجليل لديك قدرة جبارة ورؤية ثاقبة ودقة لغوية وقلب صادق وفكر راق وقرب مع الله مما أتاح لك «مشروعًا لتنفيذ التراث الإسلامى» دون أن تتناقض مع الفكر الإنسانى أو ديانات أخرى وبالتوفيق بين كل المذاهب.. لم تكن عالمًا بقدراتك البشرية وإنما بقربك من الله عز وجل جعلك مجددًا للفكر وعالمًا مما نراهم على رأس كل 100 عام.

كان د. حنفى يمتلك مشروعًا يرفع الأمم وينقذها من دهاليز الظلام والوعظ وأفكار من انتحل صفة وشكل «رجل دين كاجوال» كفانا الله شرهم وفتواهم.

أما د. حنفى فكان خطابه أخلاقيًا على تحليل لم يكن مثل كثرة أعمتها الهزيمة والانكسار واسودت الدنيا فى وجههم وأغلقوا قلوبهم ولم يعد أي منهم يرى خارج نطاق مكان قدميه.. لم يكن يرى هفوات ولا سقطات ولا انهزامات ومهما نكن «النكسة» أو الهزيمة فهناك دائمًا إمكانية للنهوض بأدوات العصر مع الحفاظ على التراث وعلينا ألا نلعب فيه أو نتجاهله بل ننقده نعم، ونعيد صياغة لا بأس، ولكن علينا ألا نتركه أو نتجاهله حتى لا نفقد الهوية وألا نتوه بين الأمم لأن التراث يجعلنا متميزين منذ القدم فنحن أقدم وأول أمة فى التاريخ ومنذ فجر الضمير.

إننى أدعو د. إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة وكل صحفى وإعلامى وكل إنسان يعمل بالتعليم الأولى والعالى أن يستثمر فكر وعقل وكتب د. حسن حنفى.. لقد سجل مشروعه وعلمه وأدبه وتجاربه فى كتب عديدة أتمنى أن نقيم لها معرضًا بكل محافظة وأن نقيم له الندوات فى كل مكان إنه مفتاح لإعادة الهوية والفكر والانتماء للوطن والوطنية من أجل رفعته.. إننا تجاهلناه حيًا وكان بيننا فلننفع به الأجيال مغادرًا له الرحمة ويكفى أنه فى جنازته كان مجددًا فمر بكل كليات جامعة القاهرة التى أنارت مصر وشكلت عقول علمائها منذ إنشائها، لم يعد د. حسن يحتاج شيئًا سوى دعوات تلاميذه وكل من عرفه أو قرأ له.

وآخر كلماته لى كانت «لابد أن ينهض علماء مصر والعرب لإعادة النور حتى لا يسود الظلام ويتمكن منا.. رحمك الله يا أستاذنا وسامحنا.