- لقد خلق الله سبحانه وتعالى البشر وجعلهم شعوبا وقبائل لكى يتعارفوا ويتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان، ولا شك أن هذا التعاون على البر والتقوى يحقق مراد الله فى كونه ويحقق التكليف الإلهى للانسان أن يستعمر الأرض وينشر الأمن والعدل والسلام ولا يفسد فى الأرض ويسفك الدماء وهناك من يسبح بحمده ويقدس له من ملائكة الرحمن.
ـ ولقد نرى ما تقوم به مصر حاليا وحُكومتها الرشيدة من التعاون وبذل الجُهد فى التنمية والبناء والدفع بالتى هى أحسن والبعد عن الصراع والشقاق الذى يؤدى فى النهاية إلى الخراب ودمار الديار وهذا التعاون يتم مع دول الجوار العربى والاقليمى وفى المحيط العالمى وبدلًا من إدارة الصراع فى اتجاه النزاعات والخُصومات والحروب يتم إدارة الصراع فى اتجاه التعاون والمحبة والسلام حتى يعم الخير على الجميع.
- إن ما نراه فى إطار التعاون الثنائى والثلاثى والجماعى لاشك أنه مؤشر جيد للدفع إلى الأمام فى اتجاه الأمن والخير والسلام فمثلًا هناك التعاون الثنائى بين مصر والسودان وبين مصر والسعودية وبين مصر والإمارات وبين مصر وليبيا؛ وهناك مثلًا التعاون الثلاثى بين مصر والسعودية والإمارات وبين مصر والأردن والعراق وكذا بين مصر وقبرص واليونان وهناك التعاون الجماعى بين مصر والاتحاد الأوروبى وبين مصر وجميع الاتحادات الأخرى، وهكذا يكون التعاون من أجل السلام والأمن والخير للجميع وتحويل الجهد من الصراع الذى يمكن أن يكون داميا إلى التعاون الذى يكون حاميا للأمن والسلام.
- إن التعاون هو ثمرة الدفع بالتى هى أحسن وبدلًا من بذل الجهد فى النزاعات والصراعات يتم بذل الجهد فى التعاون والوئام حتى يعم الخير على الجميع فى إطار القواعد القانونية الحاكمة على المستوى الداخلى والاقليمى والدولى وفى إطار القاعدة الأساسية التى تحكم العلاقات بين الأفراد أو الجماعات أو الدول وهى ألا ضرر ولا ضرار.
- لكل هذا كان التعاون أمرًا هامًا لتحقيق الأمن والسلام والرخاء لمجتمعنا والمجتمعات الأخرى، فلعله يكون ثقافة مجتمعية يتمتع بها الأفراد فى علاقاتهم مع بعضهم البعض ومع الجماعات حتى يتحقق مراد الله فى كونه فى أن نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان ويتحقق الوفاق بدلًا من الشقاق.