رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

مع الأسف الشديد كشفت أزمة فيلم ريش التى أثيرت على هامش مهرجان الجونة السينمائى أن نسبة كبيرة من الفنانين، والكلام هنا عن الرجال منهم, هم عبارة عن «ريش على مفيش» بالمعنى الحرفى للكلمة وليس بالمعنى المجازى, فعدد من هؤلاء الذين يطلون علينا فى مثل تلك المهرجانات منفوش الريش, وهم يلبسون أغلى الأزياء ويتباهون أنها من صنع أرقى بيوتات الأزياء فى العالم تبين أنهم لا يساوون ولا حتى ربع البدل التى يلبسونها. فهم مجرد مناظر خالية من أى قصص، لذا لن تجد لهم ذكرا بعد سنوات قليلة حتى لو كانوا يقدمون فى العام عشرة أفلام وعشرة مسلسلات. سينتهى ذكرهم ولن يدخلوا فى تاريخ الفن ولن يجدوا لهم مكانا فى ذاكرة السينما. لا ينافسهم فى التفاهة والاضمحلال الفكرى والثقافى سوى بعض المذيعين أو أستغفر الله الإعلاميين الذين أجروا معهم تلك الحوارات.

حرصت على متابعة بعض الحوارات مع بعض الفنانين والفنانات فلم أحتمل الاستماع أكثر من دقائق معدودة أدرت بعدها مؤشر التليفزيون على الفور. مستوى الأسئلة لا يقل تفاهة عن الإجابات. لا أدرى من الذى أفتى بأن من أجل تلك التفاهات صنعت مهرجانات السينما. لماذا يتصور البعض أن المهرجان معناه بهرجة ومظاهر خارجية وليست فرصة لمناقشة قضايا السينما التى تعانى فى بلادنا أشد المعاناة بعد أن كانت يوما ما أحد مصادر الدخل القومى. لم أقرأ أو أسمع طوال فترة المهرجان عن ندوة أقيمت لمناقشة أى قضية أو حتى فيلم من الأفلام المعروضة ولا أعتقد أن المؤتمر شهد حتى ولو مؤتمرا صحفيا لنجم أو نجمة من النجوم لمناقشته أو مناقشتها فى العمل المعروض.

نأتى لمشكلة الانسحاب من العرض الخاص لفيلم ريش، والتى أثارها بعض الممثلين اعتراضا منهم على أن الفيلم يقدم نماذج من المصريين الفقراء غير موجودة فى المجتمع المصرى!! سأفترض أنه هذا رأيهم وحرية الرأى مكفولة فهل تصرفهم هذا بالانسحاب من بقية الفيلم بهذا الشكل المحرج والمهين لصناع الفيلم له أى علاقة بأبجديات التعامل بين الزملاء واحترام أى مجهود تم بذله فى صناعة الفيلم. كان من الأفضل حتى من باب اللياقة والذوق لو استمر هؤلاء الفنانين فى مشاهدة الفيلم ثم انتقدوه كما يحلو لهم لكن هذا التصرف أعتبره مزايدة رخيصة لها أهداف ليس لها علاقة بالفن ولا بالعمل السينمائي.

الغريب أن الفنانين هذه الأيام يغضبون جدا من أى مقارنة نقوم بها بين تصرفاتهم وسلوكياتهم بعيدا عن الشاشة بنجوم فن الزمن الجميل. أتخيل مثلا لو كان محمود المليجى وفريد شوقى ورشدى أباظة يشاهدون عرضا خاصا لفيلم لم يعجبهم، ولنفترض أن الفيلم مثلا الزوجة الثانية لرائد الواقعية المخرج صلاح أبوسيف والذى كان يناقش قضية الظلم والاستبداد والفقر والعوز, فهل كانوا يتصرفون نفس التصرف الذى قام به شريف منير وأشرف عبدالباقى وأحمد رزق بالانسحاب من مشاهدة الفيلم بدعوى أنه يشوه المجتمع المصرى؟ هل لو كان الفيلم مثلا شيء من الخوف أو البوسطجى للرائع حسين كمال هل كان فريد شوقى سيقول كيف يصور لنا حسين كمال الريف بهذه الصورة وهل كان المليجى سيقول لا وجود لمجتمع البوسطجى فى صعيد مصر؟

العمل الجيد يبقى على مر الزمان بدليل أن كثيرا من الأفلام الواقعية لا تمل من مشاهدتها حتى الآن ونستمتع بها كما لو كنا نشاهدها لأول مرة بل بعضنا يحفظ حواراتها عن ظهر قلب، ورغم أن تلك الأفلام غاصت فى قلب المشاكل وعرضتها على الشاشة لم يتهم أحد صناعها بأنهم خونة وممولون من الخارج ولا يحزنون. العمل الحقيقى سيبقى رغم أنف المزايدين الذين ظهروا أمام الناس وكأنهم يبحثون لهم عن دور تحت الأضواء. ولعل فى فوز بطلة ريش بجائزة أفضل ممثلة كان فيه من العزاء ما يكفى لصناع الفيلم, وأبلغ رد على المرجفين فى السينما. مع احترامى لحقهم فى رفض الفيلم.

[email protected]