رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِي

 

 

 

مما لا شك فيه أن بداية العام الدراسى كشفت وبجلاء حال التعليم فى مصر.. حال ووضع ما كان يجب أن يكون فى الجمهورية الجديدة.. فلا مدارس ولا مدرسين ولا مقاعد ولا كتب دراسية.. شاهدنا وشهد من حولنا كيف يجلس تلاميذ إحدى المدارس بعد أن افترشوا الأرض لعدم وجود مقاعد لهم.. شاهدنا أبناءنا وهم محشورين كعلب السردين فى الفصول بعد أن تجاوزت كثافة بعض الفصول فى الريف المائة تلميذ، وأن متوسط كثافة الفصول فى المدن من بين الستين والسبعين تلميذا.. شاهدنا تكدس التلاميذ فى أفنية المدارس لعدم وجود مدرسين.. شاهدنا مدارس متسخة فى ظل وباء كورونا لعدم وجود عمال.

شاهدنا دورات مياه مدارس مغلقة لنفاد كرت شحن عداد المياه الخاص بالمدرسة، وأن الرصيد المخصص من قبل الوزارة لا يكفى.. شاهدنا فوضى وعدم ضبط وربط أدى إلى اقتتال من التلاميذ وأولياء أمورهم للفوز بمقعد فى الصفوف الأولى وصلت لوقوع ضحايا من أبنائنا التلاميذ.. ألا يكفى ذلك لإقالة الوزير المسئول عن التعليم؟!

صحيح أن الكثير من مشاكل التعليم هى مشاكل متراكمة ولكنها زادت واستفحلت فى ظل تجاهل هذه المشاكل وعدم الجدية والعزم على اقتحامها. نعم بنيننا فى الخمس سنوات الماضية ما يقرب من ٧٠ ألف فصل بمتوسط ١٤ ألف فصل سنويا فى حين أننا بحاجة إلى ما يقرب من ٢٠ ألف فصل سنويا على أساس أن زيادة عدد التلاميذ تقدر من ٨٠٠ ألف تلميذ سنويا وعليه فيجب تدبير المخصصات المالية لبناء المدارس لاستيعاب الزيادة وتقليل كثافة الفصول وهذا دور الدولة فعليها تدبير الموارد المالية لبناء للمدارس.

صحيح أن الدكتور طارق شوقى وزير التربية التعليم وأمام مجلس النواب طالب بتوفير ١٣٠ مليار جنيه من أجل تنفيذ خطة منظومة التعليم الجديدة سواء من خلال الأبنية التعليمية أو الفصول، وحلا لأزمة كثافة الفصول الدراسية فيجب بناء 250 ألف فصل جديد، وهذا المبلغ حتى وإن كان كبيرا فإنه يقل كثيرا عن المبالغ المنصرفة على العديد من المشروعات والتى يمكن تأجيلها؛ فى حين أن قضية التعليم يجب أن تكون اهتمام الدولة الأول، فبالتعليم والتعلم تنهض الأمم.

وزير التعليم ورغم أن لديه عجزا صارخا فى عدد المعلمين يقدر بـ٣٥٠ ألف معلم وطبقا الإحصائيات الرسمية فإن متوسط من يحالون للمعاش سنويا يقدر بـ٥ آلاف معلم إلا أنه يدير المنظومة بالفهلوة شأن العديد من الوزارات، فهل يعقل أن يكون لدينا ٣٩ ألف معلم نجحوا فى اختبارات الوزارة، والتى قبلت هذا العدد ضمن ٥٠ ألفا تقدموا فى هذا الإعلان عام ٢٠١٩ وتدربوا وعملوا فى التدريس لمدة عام ويقوم بإنهاء عقودهم ويطلب مدرسين جدد متجاهلا هؤلاء؟!

كما أن هناك ١٢٠ ألف معلم نجحوا فى الاختبارات والمقابلات منتظرين استدعاءهم بناء على المسابقة التى تقدموا فيها وبعد أن نجحوا لا حس ولا خبر!!!

الغريب والعجيب أن الوزارة تطلب مدرسين للعمل بـ٢٠ جنيها للحصة وبحد أقصدى ٢٤ حصة فى الأسبوع يعنى ٤٨٠ جنيها أسبوعيا بذلك يكون الشهر بـ١٩٢٠ جنيها مع شرط عدم المطالبة بالتعيين.

من سيأتى من المعلمين فى ظل هذا الغلاء الذى نعيشه ويعمل بهذا المبلغ المهين لمهنة من أسمى المهن وأجملها بل زاد الطين بلة طالب بمتطوعين للتدريس!!!

الدكتور طارق شوقى وزير نستطيع أن نطلق عليه الوزير الحالم فأحلامه وطموحاته وتصريحاته وردية وهذا حقه ولكن الأحلام لا بد أن يكون لها من الواقع نصيب فإذا تجاهلت الواقع أصبح فشلاً ذريعًا، وهذا ما نعيشه فى أهم ملف من الملفات التى تعكف الدولة على النهوض بها ويفوق أهميته ما عاداه من ملفات. 

 فمن نهضوا بأممهم كان جٌل اهتمامهم التعليم والصحة فدون العمل بعزم وإصرار وجدية بعيدًا عن الفهلوة وعدم الشفافية فى هذين الملفين بالتحديد لن ننهض بالجمهورية الجديدة مهما كان لدينا من إنجازات.

‏ [email protected]