عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

لم يكن الرئيس السادات يستجيب للفورات العاطفية، ولهذا كان يؤثر الصمت أحيانا ويعلن أنه سيرد بالحقائق ولن يرد على معارك أو يفتح معارك. إنه الرئيس السادات الذى عود الشعب العربى على التخطيط لكل الاحتمالات بالإيمان والحكمة. وعندما يحدثنى عن ذلك يقول: (إن الإيمان هو أول ما نتعلمه، وأن هذا راجع لارتباطنا بالأرض التى تمثل لنا الخلود. خلود الدولة، وخلود تراث هذا الشعب. وفى النهاية لا يصح إلا الصحيح ).

وتظل حرب أكتوبر التى قادها الرئيس السادات تشكل نقطة تحول فى الصراع العربى الإسرائيلى، فعبرها استطاعت القوات المصرية السورية القيام بما يعرف بالخداع الاستراتيجى وتوجيه ضربة قاصمة للجيش الإسرائيلى على الجبهتين المصرية والسورية. ومع الحرب تبخرت غطرسة إسرائيل وجرحت كبرياؤها بعد ما لحق بها من عار. ولا أدل على ذلك مما كتبته صحيفة «هاآرتس» عندما قالت: (أوجدت حرب أكتوبر مفهوما يبدو أننا لم نعرفه من قبل عندما عانى جنودنا من الصدمات النفسية وانتشروا فى المستشفيات ودور النقاهة يعالجون من أجل تخليصهم من الآثار التى خلفتها هذه الحرب الضارية. لقد عرف الجنود الإسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة فى حياتهم تجربة الحصار والعزل أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاد الذخيرة).

وفى كتاب (الأيام المؤلمة فى إسرائيل) للكاتب الفرنسى «جان كلود» كتب يقول: (أصيب بن جوريون بنزيف فى المخ فى 18 نوفمبر 73 بعد أن شهد انهيار عالمه، ورأى مستعمرته بالنقب وهى تسحق نتيجة زلزال الحرب الأكثر وحشية. تابع العالم سقوط إسرائيل الحاد وهى تهوى من علوها الشامخ حتى قاع الضياع. أطلق السادات قوة رهيبة كان من شأنها تغيير هذا العالم. بل إن كل ما فى أوروبا وأمريكا وإفريقيا وآسيا لم يبق على الحالة التى كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران). وفى كتاب(زلزال أكتوبرـ حرب يوم عيد الغفران) للكاتب «زئيف شيف» يقول: (دفعت إسرائيل ثمنا باهظا. لقد هزت الحرب إسرائيل من القاعدة إلى القمة. وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوى وطفت على السطح تساؤلات ومنها (هل نعيش على دمارنا إلى الأبد؟ وهل هناك احتمال لصمودنا فى حروب أخرى؟).

وتستدعى لى ذكرى حرب أكتوبر شهادة موثقة فى حق الرئيس البطل محمد أنور السادات متخذ القرار، وهى التى جاءت على لسان قداسة البابا «شنودة الثالث» فى حديث معى، فرغم ما كان بينه وبين الرئيس السادات من خلاف لا سيما بعد أن حدد إقامته فى «وادى النطرون»، إلا أن قداسته ثمن الدور المشرف الذى قام به السادات فى هذه الحرب وقال لى: (إنها ملحمة عسكرية بامتياز، وإعجاز يمكن أن يدرس فى الكليات العسكرية. إنها وبحق مفخرة لمصر على مدى الأجيال عسكريا وسياسيا. ويكفى أنها الحرب التى دعمت قوة مصر أمام الأعداء. وهنا لا نستطيع أن نغمط الرئيس السادات حقه فى الانتصار الذى أحرزه بجدارة والذى شجعه بالتالى على تعمير مدن القناة. لقد سجل بذلك عملا مبهرا لا يمكن لأحد أن ينساه).

كان هناك شعور متنام بأن السادات إذا استمر فى متابعة سياسته البعيدة النظر فسيسود السلام والاستقرار فى المنطقة بوجه عام ومصر بوجه خاص. ولهذا ساد الشعور بأن السادات هو الإنسان الذى سيكون فى مقدوره قيادة مصر نحو الرخاء والسلام معا. رحم الله الرمز البطل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام.