عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعلن جون كيرى، مبعوث الولايات المتحدة بشأن المناخ، أنه تم اختيار مصر كمرشحة لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ العام المقبل 2022، ولم لا؟، فمصر أدركت مبكراً أهمية إجراءات التكيف مع آثار تغير المناخ كأولوية للدول النامية والإفريقية، فخرجت المبادرة الإفريقية للتكيف على هامش مؤتمر المناخ بباريس عام 2015، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة، بهدف تسهيل وصول الدول الإفريقية لمصادر التمويل لتنفيذ إجراءات التكيف، وظلت مصر تعمل على مدار عامين على خطة عمل المبادرة لتحقيق الوصول للتمويل اللازم.

وفى إطار السعى المصرى الدؤوب للإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية وعلى رأسها المياه فى ظل تحديات التغير المناخى؛ افتتح الرئيس السيسى محطة معالجة المياه فى بحر البقر باعتبارها أكبر محطة معالجة لمياه الصرف عالمياً، وذلك للعمل على إيجاد مصادر مياه بديلة، لتقليل الفجوة الموجودة بين المتاح من الموارد المائية المحدودة، والاستهلاك المتنامى، بسبب عاملى الزيادة السكانية والتغيرات المناخية.

ومثل مصرف بحر البقر تحدياً مناخياً وبيئياً خطيراً على مر السنين؛ فهو من أطول المصارف فى العالم حيث يصل طوله حالياً نحو 207 كم من القاهرة الكبرى حتى بحيرة المنزلة، وحديثاً إلى شمال سيناء مروراً بست محافظات هى القليوبية والشرقية والدقهلية والإسماعيلية وبورسعيد وشمال سيناء.

مصرف بحر البقر كان قديماً مخصصاً للصرف الزراعى، إذ تعود نشأة مصرف «بحر البقر» لعام 1914 للصرف الزراعى فقط، ولكن قررت الحكومة فى أوائل السبعينيات تحويله لاستقبال الصرف الصحى لسكان القاهرة الكبرى والمدن المطلة عليه. ومع النمو السكانى والصناعى وزيادة المياه المستخدمة ومياه الصرف الناتجة من الزراعة والصناعة والصرف الصحى ساءت نوعية مياه المصرف ونقل هذا التلوث الكبير إلى بحيرة المنزلة ما أثر على نوعية المياه بها وتدهور الثروة السمكية، إلا أن أعمال تطوير البحيرة من التطهير والتكريك وإزالة التعديات أعاد لها الحياة مرة أخرى، وكان يصب فيها ما يقرب من 9 ملايين متر مكعب يومياً، لذا اعتبر من أخطر منابع التلوث البيئى فى مصر.

وتسهم محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد فى تحويل مسار مصرف بحر البقر، ومعالجته (ثلاثياً) يومياً إلى شمال سيناء من خلال سحارة السلام جنوب بورسعيد، لتسهم فى استصلاح 400 ألف فدان فى سهل الطينة وجنوب القنطرة شرق و30 يونيه، وبئر العبد والسر والقوارير. كما أنها تفتح الباب لاستصلاح نحو 400 ألف فدان فى شمال سيناء من المياه المهدرة سنوياً، وتنقذ مياه بحيرة المنزلة من التلوث وتعيد إليها الحياة البحرية. وتعمل محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد على إنشاء مشروعات تنمية زراعية متكاملة منها الإنتاج الزراعى والحيوانى والصناعى وبالتالى تسهم فى زيادة الصادارات وتقليل الواردات، كما تعمل على خلق فرص عمل تصل إلى 40,2 ألف فرصة فى مختلف المجالات، بالإضافة إلى تقليل المياه المهدرة من الصرف الزراعى من خلال إدارة منظومة نقل ومعالجة المياه وتطهير الترع والمجارى المائية وأعمال البناء.

لتكون محطة معالجة بحر البقر أحد أبرز المشاريع البيئية على مستوى العالم التى تسهم فى تحسين المناخ. وأتصور أن تكون محطة معالجة بحر البقر مشروع العرض الرئيسى للدولة المصرية في مؤتمر تغير المناخ 2022 (أكبر مؤتمر للأمم المتحدة) بحضور 27 ألف مشارك، ويعكس فى سياق آخر مدى حرص الدولة المصرية على مجابهة التهديدات البيئية فى إطار الرؤية المصرية لمفهوم الأمن البيئى، حيث لم يعد يقتصر مفهوم الأمن على أمن الدولة وحماية حدودها من العدوان الخارجى، وإنما ارتبط فى الآونة الأخيرة بتهديدات جديدة مرتبطة بالبيئة، صار يرتبط بصورة كبيرة بمشاكل بيئية تتعلق بالمياه، الغذاء، الغابات، الموارد، المناخ، بما لذلك من انعكاسات اقتصادية واجتماعية بما يمثل مرجعية أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار للدولة والإنسان معاً.