عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 قضية الفقر فى مصر والعشوائيات ستظل محور للنقاش والإبداع.. رغم ما يجرى على الأرض من عمل لتقليل هذه النسبة إلى الحد المقبول عالمياً .. وعندما يأتى فيلم أو مسلسل ليلقى الضوء عليها فهو أمر طبيعى لأن جزءاً كبيراً من أهلنا يعيش فى هذه الحالة أو كان يعيش فيها.

وفيلم ريش الذى أثار الضجة حولة عندما عرض فى مهرجان الجونة السينمائى ألقى الضوء عليها.. ووفقاً لما كتب عنه لأننى لم أشاهده فهو عمل إبداعى يجوز الخلاف حوله وينقسم النقاد بين مؤيد ورافض له.. لكن لا يجوز أخذ الفيلم إلى ساحة القضاء لأنه تعبير عن الرأى فى قضية يهتم بها رئيس الدولة شخصياً.. وحلم حياته أن ينهيها، ومن أجل تحقيق حلمه طرح عدداً كبيراً من المبادرات لتحجيم قضية الفقر والعشوائيات إلى أدنى مستوى لها.

فالرافضون لفكرة تناول السلبيات فى المجتمع المصرى فى الدراما أو السينما عليهم أن يقدموا البديل الذى يعزز الإيجابيات ويعيد للمجتمع المدنى قيمه التى افتقدناها ومنها التراحم بين المصريين، ويوعى الناس بضرورة الحفاظ على الإنجازات التى تحدث على الأرض حتى لا يكون مصيرها مثل القطاع العام.

فالدراما تقدم لنا فى شهر رمضان مثلاً مسلسلات عنف وعرى وخمر، وتظهر المجتمع المصرى يعيش فى قصور وفلل.. فى حين تقدم لنا الأفلام السينمائية الابتذال والإسفاف بدعوى أن السوق عاوز كده.

الجدل حول فيلم ريش تكرر فى حياة المصريين كثيراً، وقضية المنع أو الحجب فشلت مع مرور السنين، فكل ما تم منعه فى الماضى أصبح متاحاً ومباحاً الآن، بل حصل على جوائز دولية وعلى رأسها جائزة نوبل للأديب الكبير نجيب محفوظ عن رواية «أولاد حارتنا».

 فالناس لابد أن تعلم أن الإبداع لا حدود له، وأن المبدع لابد أن يخرج بما يقدمه عن إطاره التقليدى، وألا يكون ما يقدم إلا تجسيداً للواقع فقط لاغير، وبالتالى سيكون مصير العمل الفنى النسيان فى حين تصنع الأعمال الفنية لتبقى خالدة.

فما زالت الأعمال الفنية الأكثر إبداعا على مر السنين هى الباقية فى ذهن الناس ومتابعى الفن والأدب أياً كان نوعه، وبالتالى فمحاكمة الإبداع لا تكون إلا بالحوار الفنى الراقى بين المبدع والنقاد والجمهور حتى نرتقى بالمجتمع.. ولا تكون سبيلاً للمزايدة السياسية أو المكايدة.

 فلا يوجد عمل فنى يسىء لدولة مهما كانت كبيرة أم صغيرة، ولكن الذى يسىء إليها المنع والحجب واللجوء إلى القضاء من قبل المحتسبين الجدد الذين عينوا أنفسهم حماة للفضيلة فى المجتمع، والذى يسىء لأى مجتمع حالة التربص والترصد التى يحملها البعض ضد الآخرين.. فى ظل وجود أعداء يتدخلون لإشعال الموقف مثلما حدث حول مهرجان الجونة نفسة فاللجان الإلكترونية الإخوانية والسلفية أشعلت الفتنة بين المصريين حول أزياء الفنانين المشاركين فى المهرجان..وانجر وراءهم إعلاميون وصحفيون يعلمون أن المهرجانات الفنية فى العالم ومنذ اختراعها وسيلة للترويج لبيوت الأزياء العالمية والمحلية.

 فالحرية هى الأساس فى علاج أى مشكلة تطفو ومناقشتها بصوت عالٍ ومعرفة أسبابها وكيفية علاجها أمر يسرع من علاجها مع مشاركة الناس فيها، وحماية الإنجازات التى تتم فى مصر تحتاج أيضا إلى مشاركة المستفيدين منها لحمايتها والحفاظ عليها.. فقضية الفقر والعشوائيات ستظل موجودة فى الإبداع إذا بقيت موجودة، وعندما تنتهى هذه القضية ستشاهد الأجيال القادمة هذه الأعمال وتخلد اسم من عمل على إنهائها بجدية وفيما يشبه المعجزة.