رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا أعتقد أن رأيى فى هذه السطور يمكن أن يقدم أو يؤخر خاصة أنه يصدر عن غير متخصص فى هذا النوع من الموضوعات – الفن – كما لم تتح لى الفرصة لمشاهدة الفيلم موضوع الجدال، لكى يمكن الوقوف إلى جانب هذا الرأى أو ذاك بشأن طبيعة الفيلم وما اذا كان يسئ لمصر أم لا. لكنى أشير إلى ما أتصور أنه نقطة بالغة الاهمية فى دلالة ما جرى وهى بروز ما يمكن وصفه بحالة تبرم مجتمعى من الآخر أيا كان هذا الآخر وفكره سياسيًّا أم اجتماعيًّا أم حتى إقتصاديًّا.

دلالة ما جرى أننا نتجه بكاملنا كمجتمع لنوع من التنميط فى سلوكنا فى سكة محددة لا نحيد عنها ولا نقبل لآخرين أن يحيدوا عنها مهما كان. هذا النوع من السلوك أو التنميط نساق إليه أو نسوق أنفسنا اليه بمختلف الطرق، بالوعى وباللاوعى معتمدين فى ذلك على مجموعة من الإكليشيهات التى نرددها ونرفع لواءها ربما حتى دون أن نفهمها أو نستوعب مضمونها أو نلتزم العمل بها!

واذا كانت مسميات هذا الوضع يمكن أن تتعدد ما بين رفض حرية التعبير والضيق من تعدد الرأى.. و.. و.. فإن مكمن الخطورة أن يصبح هذا التوجه ثقافة مجتمع، ليس ذلك فقط بل أن يصبح ثقافة نخبة باعتبار أن الفنانين يعكسون قطاعا مهما من النخبة المصرية.

على هذا الأساس شعرت بالعجز عن استيعاب سلوك الممثلين الثلاثة الذين خرجوا من قاعة عرض الفيلم بدعوى أنه يسئ لمصر، دون أن يدركوا أنهم ربما بسلوكهم ذاك هم الذين أساءوا لمصر بعد أن أصبح الأمر قضية اساسية فى الإعلام المحلى والدولى كذلك.

حتى المبررات التى ساقها الفنان شريف منير لانسحابه من الفيلم تبدو واهية، إن لم تصب فى مصلحة الفيلم لدرجة قد تجعلنا نلومه على موقفه حيث يشير إلى أن مشاهدة الفيلم أتعبته.. وهى شهادة نجاح أن حرك الفيلم مشاعر فنان وليس مجرد مشاهد عادى على هذا النحو الذى لم يعد يشعر معه بالراحة فى الكرسى الذى يجلس عليه! وربما جاء استكمال منير لتساؤلات عمرو أديب ما مثل فرصة للبعض للغمز واللمز بشأنه ومحاولة النيل منه حين راح يشير إلى أن العشوائيات التى كانت موجودة سابقا يجب صرف العيون عنها فى الجمهورية الجديدة! وهو الأمر الذى أججه تأكيد آخرين بأن الفيلم يسئ لسمعة مصر وينكر جهود الدولة فى تحسين الأوضاع فيها.

وبذات المنطق، الذى يعبر فى تصورى، عن فهم خاطئ كان اسراع نائب برلمانى لاعلان اعتزامه تقدم طلب احاطة بشأن عرض الفيلم الذى يساعد على تشويه الصورة الداخلية لمصر عالميا.

وفى تفنيد سريع لهذا الطرح كان ما ذهبت اليه بى بى سى من أنه اذا كان المأخذ على الفيلم هو تصوير عائلة تعيش فى فقر مدقع، فإن الدولة المصرية ذاتها لم تقل على الإطلاق أنها قضت على الفقر فى مصر!

يزيد من حرج الموقف أن مصر كانت قد احتفلت بالفيلم وكرمت ممثلة فى وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم صناع الفيلم وذلك فى احتفالية نظمها المركز القومى للسينما بعد فوزه بجائزة فى مهرجان كان بل واعتبرته عبدالدايم انجازا تاريخيا باعتباره أول فيلم مصرى يحصل على هذه الجائزة.

وبعيدا عن هذا الجدل الذى تسبب فيه موقف المنسحبين فربما من الاولى حسبما أشار متابعون للموضوع أن يقيم الفيلم على أسس فنية بحتة خاصة لغرابة وفرادة تناوله موضوعا وتصويرا لحد جعل ناقدة مثل ماجدة خير الله تصفه بأنه «قطعة فنية من الإبداع الخالص».

[email protected]