رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

فقدت مصر كلها كوطن ودولة كبرى «سيستر ليونى» مديرة مدرسة البطريركية أول أمس وللأسف توفاها الله فى بلدها لبنان وكأنها عادت لأرض ميلادها لتشاركها الأحزان.. لبنان أجمل بلاد العالم العربى بالنسبة لى يشتد مرضها كما اشتد علي سيستر ليونى.. ولو دفنت فى مصر لكانت جنازتها تضارع وتفوق أى جنازة من قبل.. فهى كالبصمة لن تتكرر.. من الصعب أن نجد التواضع فى كبرياء والقوة تمنح الأمان، والحزم مع القلب الرحيم والذاكرة التى تختزن مئات الآلاف من مشاكل وأفراح أولادها.. وتلاميذها،  كانت الأم الحنون والمربية الحاسمة والحازمة فى آن واحد عندما تتحدث أم طالب من ابنائها إليها تشعر أن المدرسة ليس بها إلا ابنها.. سبحان الله على عقلك وقلبك وسلامك النفسى يا سيستر ليونى عليك رحمة الله، لن أنسى أول لقاء لى معكِ أبدًا عندما أحسنت استقبالى وغمرتينى بكرمك وحلو لسانك ولم يكن بيننا أى سابق معرفة ولم يقدمنى لك أحد ولكن قلت «الابتسامة دى لازم نردها لحضرتك تفضلى» أدعو الوزير د. طارق شوقى لقراءة ما يكتبه وما سوف يسطره تلاميذك نعيا وحبا واحتراما ربما يصل لفك الشفرة التي كانت بين تلاميذك وأولادك وبينك.. لم يكن يعرف اسباب سلوك كل تلميذ إلا أنت.. كنت تشعرين بالطالب قبل أمه.. كان قلبك ينبض مع كل دقة قلب تلميذ بمدرستك أو شاب تخرج منها أو أب كان تلميذًا ثم أحضر ابناءه وأحفاده لينعموا بعلمك وأدبك وتربيتك وحنانك وقوتك وحسمك وحزمك..

أصعب الأمور علىِّ أن أنعى من أحب وأحترم وأتعلم منه.. إن شخصية سيستر ليونى يجب أن تدرس بكليات التربية ولكل أم ولكل مهتم بخروج شباب ينفع الوطن ويدافع عنه.. انها كانت «مفرخة» للرجال ولا تسمح بطالب في المدرسة إلا بتحمل المسئولية داخل المدرسة والمنزل والشارع والوطن.. كانت تسأل عن تلميذ سافر للخارج. كما كتب بالأمس تلميذها مجدى باهى متذكرًا قولها له «عدت لبيتك المدرسة دى بيتك.. أنا كنت بالمستشفى وأسأل عليكم ورحبت به كأنه زائر لها بمنزلها بل لقلبها وعقلها».

سيستر ليونى.. لن أقول وداعًا وسوف تظلين فى قلوبنا وعقولنا وذاكرتنا طالما حيينا.. نحن أسر كل طالب التقى بك ودرس بمدرستك.. إن تأثيرك الإلهى والذى فاق قدرة البشر فى الحب والعمل والعطاء والانجاز والتسامح وتربية الشباب والأولاد بصفة خاصة والذى يؤكد المثل الشعبى ويردده الجميع أن «تربية الولد مثل أكل الزلط» ولكن بالنسبة لسيستر ليونى كانت رسالة وصلاة ومناجاة وقضية طالما كسبتها لأكثر من 70 سنة.. إنها العطاء بكل ما تحمله الكلمة من معان.

وداعًا سيستر ليونى وأدعو الرئيس السيسى لتكريم هذه المربية الفاضلة والملاك الطاهر بأن يطلق اسمها على أحد الشوارع المطلة عليها المدرسة فهى حاربت الجهل والتعصب وأخرجت رجالاً يحبون الوطن ويحفظونه..