زيارتى اليوم إلى مكان محبب إلى قلوب المصريين نظرًا لارتباطهم وتعلقهم الشديد بدينهم الحنيف وأهل البيت رضوان الله عليهم خاصة الحسين هناك جلال وروحانيات كبيرة تهفو على القلب عند سماع اسم سيدنا الحسين رضى الله عنه حفيد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، جميعنا ارتبط بهذا المكان سواء للتبرك بزيارة الضريح... أو لزيارة المنطقة الأثرية ومشاهدة عبق التاريخ المصرى القديم وما شهدته هذه المنطقة من اهتمام، ولاة وحكام مصر على مر العصور.. كل هذه الكلمات جميلة وجيدة.. ولكن!
ولكن منذ أيام وبمناسبة نفحات المولد النبوى الشريف قررت الذهاب فى رحلة أسرية إلى منطقة الحسين وكلى شوق يتملكنى لزيارة هذه المنطقة المحببة إلى قلبى وقد كان ما كان!!
فى البداية تفهمت قرار اللجنة العليا لمكافحة كورونا بغلق الأضرحة ومنها ضريح سيدنا الحسين رضى الله عنه. ولكن شاهدت مناظر تلوث بصرى يؤذى عيون ووجدان كل زائر للمنطقة انتشار كبير للمتسولين، أتفهم دور الفن، وغذاء الروح ولكن لا تستخدم الكافيهات والمقاهى عبثًا أغانى المهرجانات (الخبط والرزع) فى هذه المنطقة التى راحت زهوتها على أيدى صبية منتشرين على قارعة الطريق لا يتعدون الـ٧ أو ٩ سنوات يعزم كل منهم على الآخر بـ(سيجارة) لم يقف الحد أمام التلوث السمعى لكن وصل الحد فى البجاحة إلى قيام أحد ملاك المقاهى إلى استخدام قرود ونسانيس لجذب الانتباه والزبائن فى مشهد غير مرضٍ.
مشهد آخر تتفحص عيناك المكان يمينا ويسارا.. أصوات مزعجة من هنا محاولات أصحاب المحلات شد الزبائن لإقناعهم بالشراء من هناك. وإذ بشخص يحمل أكياسا من العيش..سألته إيه ده، رد.. ده نفحة بتتباع بركة للمكان، قولتله خلاص هات عدد أكياس بـ50 جنيه، لأفاجأ بأنه يطلب منى 10 أضعاف المبلغ 500 جنيه.
ايه السبب يقولى الناس خطفت الأكل يا فندم. أعمل إيه!
نوع من الفهلوة غير المبررة... مع العلم أن الذى أخذ النفحة بيشتغلوا معاه وبيرجعوا العيش مرة أخرى للبائع الفهلوى.
عمالة غير منتظمة.. غير مقننة.. حتى السياح أصبح هناك نفور وخوف من الولوج للمنطقة التى كانت تمثل سحر ورونق وجمال القاهرة القديمة. يثور بداخلى عدة تساؤلات للمسئولين هل هذه المنطقة أثرية؟.. فأين دور المجلس الأعلى للآثار من التشويه الموجود..سياحية ترفيهية. لا يوجد أى ضابط أو رابط لعمل هؤلاء الفتية الذين لا يحكمهم سوى هو أهم ومزاجهم أين وزارة السياحة من تراخيص وعمل هذه المقاهى؟!
عتابى على رجال الأمن.. ملجأنا فى الشدائد.. رجاء تشديد الرقابة على التصرفات المسيئة التى تشوه صورة الوطن.. وأعلم علم اليقين أن وجدانكم وقلوبكم معى فيما أقول.
أتمنى تغيير الحال وعودة منطقة الحسين إلى رونقها وجمالها كما عرفناها ويعرفها العالم تفوح منها عبق التاريخ وتعود إليها هويتها.
وإلى زيارة أخرى.. دمتم بخير.
-
عضو مجلس النواب