رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

 

 

أزمة أمام كل أسرة مصرية الآن، ارتفاع المصروفات الدراسية سواء فى الجامعات أو المدارس. الأسر لا يشغل بالها سوى تدبير المبالغ المخصصة للمصروفات الدراسية، وبالمناسبة كل الأسر تضطر لأن تقترض أو تدبر حالها من خلال «الجمعيات»، والمشكلة ليست فى المدارس الخاصة فحسب وإنما فى المدارس الحكومية أيضًا، وكذلك الحال فى الجامعات، حتى إن الجامعات الحكومية اقترحت مؤخرًا نظامًا خاصًا بداخلها وعلى من يرغب الالتحاق به.

نجد داخل الكليات تعليمًا حكوميًا وخاصًا فى آن واحد.. المنهج واحد والأساتذة، لكن الفرق فى المصاريف.. الاختلاف فقط فى أن الدراسة الخاصة داخل الجامعة الحكومية بمصروفات مرتفعة وتحت بند التعليم باللغة الإنجليزية أو الفرنسية. ولأن أولياء الأمور يريدون لأبنائهم الخير والتوفيق والتعليم الأفضل، يضطرون مرغمين إلى الالتحاق بالدراسة ذات المصاريف الباهظة.. والغريب أيضًا أن هذا النظام معمول به حتى فى الكليات التى تدرس بالإنجليزية أصلًا مثل الصيدلة والطب.

ومعنى هذا أن خصخصة الجامعات على مدى معين قادمة لا محالة، وهذا هو الخطر الفادح بل كارثة حقيقية، والخوف كل الخوف أن يأتى هذا اليوم الذى تتساوى فيه الجامعات الحكومية مع نظيرتها الخاصة وبمصاريف باهظة لا يقوى عليها هذا الشعب المسكين!!! أما المدارس فالحديث بشأنها يطول، الحكومية منها تعانى خرابًا بالغًا والدراسة بها تخرج هذه النماذج البشعة التى نراها لدرجة أن هناك تلاميذ انتهوا من دراسة الإعدادية ولا يستطيعون القراءة أو الكتابة، ما أقوله ليس مبالغة بل هو واقع حقيقى، علاوة على أن من يصل إلى الجامعة يخطئ فى الإملاء.

ومع هذا الوضع المؤلم يضطر أولياء الأمور إلى الحاق أبنائهم بالتعليم الخاص، وتتفاوت فيه الدراسة، فهناك تعليم خاص تابع للدولة، وهو ما يطلق عليه التجريبى أو الرسمية للغات حاليًا والمستوى متدنٍ به بشكل يدعو إلى الحسرة، والتعليم الخاص بالمدارس الخاصة باللغات وكل همه تحصيل الأموال فقط، أما التعليم الدولى فهو مقصور على فئة لديها فائض وفير فى الأموال ويخرجون تلاميذ ليس لديهم ولاء للوطن. منظومة التعليم فى مصر باتت فى حاجة شديدة إلى النسف، ولا يمكن أن يكون هناك حل للأزمات التى يواجهها المجتمع منذ عدة عقود، فى ظل نظام التعليم الحالى.. وبمصر الجديدة التى نحلم بها لا يمكن أن تتحقق أمام هذه المنظومة التعليمية الفاشلة التى تعتمد على الجباية فحسب. ومن الممكن أن يدخل الدكتور طارق شوقى وزير التعليم التاريخ من أوسع أبوابه، إذا نسف هذه المنظومة الفاشلة، واستبدلها بأخرى تليق بوضع مصر الحالى.