خط أحمر
قال أنطونى جوتيريش، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، إن أربعين فى المائة من سكان العالم يجدون صعوبة كبيرة فى الحصول على غذاء صحى، وأننا إذا تحدثنا عن هذه النسبة بالأرقام، فسوف يكون الرقم كالتالى: ثلاثة مليارات إنسان من سكان الكوكب يواجهون هذه المشكلة!
الأمين العام للمنظمة الأكبر فى العالم قال هذا الكلام أول الأسبوع، عندما كان يتحدث من داخل مقر المنظمة فى نيويورك.. وكان من الطبيعى أن يأخذ حديثه مكانًا بارزًا فى الصفحات الأولى، لا لشيء، إلا لأنه حديث يحمل كل عناصر الأهمية والتشويق المطلوبة فى الخبر.. فالمتحدث هو أكبر موظف دولى على ظهر الأرض، وكلامه هو عن الغذاء الذى لا يستغنى الإنسان.. أى إنسان.. عن تناوله، والعدد الذى يذكره ضخم للغاية. وهل هناك أضخم من أن يكون الرقم هو رقم ٣ وأمامه ١٢ صفرًا، وأن يكون الحديث عن أن هذا العدد من بنى آدم لا يجد أفراده غذاءً صحيًا آدميًا؟!
وإذا كان الموظف الدولى الأكبر، قد ذكر الرقم فى مجمله دون أن يشرحه، فسوف يظل السؤال هكذا: كم يبلغ نصيب كل دولة من الدول الأعضاء داخل المنظمة فى رقم بهذا الحجم المخيف!
ولا بد أن كل دولة لها نصيبها فيه، حتى لو كانت دولة متقدمة ومتطورة، ولكن السؤال سيبقى عن مدى نصيبها، وعن النسبة والتناسب بين النصيب على مستوى كل دولة وبين عدد السكان!
وبالنسبة لنا.. لا أجد أمامى سوى الدكتور حسين منصور، رئيس جهاز سلامة الغذاء، لأسأله عن نصيبنا فى الرقم المعلن على لسان جوتيريش، وعما إذا كانت لدى الجهاز احصائية جاهزة فى هذا الموضوع فيما يتصل بغذاء المائة مليون مواطن!
وفى أثناء زيارة الرئيس إلى المجر مؤخرًا لحضور قمة فيشجراد، كان قد قال إنه مسئول عن مائة مليون مصرى.. وهذا صحيح.. ولكن الرئيس لن ينزل ليفتش بنفسه على الأسواق التى تبيع الغذاء للناس، فهذه مسئولية جهات كثيرة فى الدولة، ولا شك فى أن جهاز الدكتور منصور يأتى فى المقدمة منها، بحكم إسمه الذى يحدد مهمته فى الموضوع!
إننى أعرف أن الجهاز حديث النشأة، ولكن هذا لا ينفى أن مهمة كبيرة تقع على كاهله.. وهل هناك ما هو أكبر من مهمة تتعلق بغذاء المواطن بشكل مباشر، ثم تتصل بالصحة العامة بشكل غير مباشر؟!.. كل ما أرجوه أن يبادر رئيس الجهاز فيصارح الناس بحجم نصيبنا فى الرقم العالمى، ويشرح بالمرة ماذا يفعل جهازه فى موضوعه، وماذا أنجز منذ أن صار جهازًا له صلاحيات فى حماية سلامة غذاء المواطنين؟!