رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

 

 

الشكر خلق حميد، قيمة مشجعة، نبل حقيقى. أن نمتن لساعد امتد إلينا فى لحظة ما،أن نُحيى مَن يستحق التحيات على عطاء عام صب صبا فى صالح الجماعة، أن ننصف منسيا، ونرد الاعتبار لإنسان وطنى مخلص سقط ذكره سهوًا من حياتنا.

أسعد بفضيلة الانصاف التى تُميز الرئيس السيسى مّنذ تولى الحكم، وأمتن كثيرا أن يُقدم الشكر لشخوص تستحق كل ثناء وتقدير، بعضهم رحل وبعضهم ينتظر.

وبدءا من اللواء محمد نجيب الذى ظُلم تاريخيا، وحتى مفيد شهاب الذى لعب دورًا عظيمًا فى استرداد طابا، واللواء سمير فرج الذى كان مثالا ناضجا للقائد العسكرى المثقف، فإنه لاخلاف أن هناك روحًا جديدة لشكر كل خادم للبلاد مجهولا كان أو معلوما.

وعلى الطريق ذاته، وإمتنانا بفضل إنسان رائع أشكر بطلا مصريًا عظيمًا قضى خمسة وعشرين عاما أسيرا فى سجون الولايات المتحدة فى عملية مثيرة، تستحق الحكى والتوثيق والإشادة.

لقد سمعت حكايته مرارا من أصدقاء مصريين وعرب يعيشون فى واشنطون، منذ رحلتى الأولى للولايات المتحدة فى 2008.

الرجل اسمه عبد القادر حلمى، وهو عالم متخصص فى الصواريخ، وعمل لسنوات طويلة فى كندا والولايات المتحدة قبل أن يقرر نقل أحدث تكنولوجيا الصواريخ لمصر من خلال طلاء الصواريخ بمادة الكربون الأسود القادرة على إخفائها.

وفى سنة 1988 قام المشير عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع وقتها بتطوير أنظمة الصواريخ وشكل مجموعة عمل متخصصة لذلك، وكانت هذه المجموعة على اتصال قوى بالعالم المصرى الذى نجح فى نقل 450 رطلا من الكربون الأسود لمصر. واكتشفت المخابرات الأمريكية الواقعة، وقامت باعتقال عبد القادر حلمى، وحاكمته وصدر ضده حكم بالسجن خمس وعشرين عاما، وتمت مصادرة جميع ممتلكاته، وواجهت أسرته ظروفا صعبة للغاية.

وظل الرجل محتجزا فى الغربة، بعيدا عن وطنه، يدفع ضريبة تضحياته، لا يشكو هما، أو ينتظر أجرا أو يطلب مكافأة، حتى أفرج عنه منذ سنوات قليلة، وعاد إلى بلده فى صمت غريب، حتى أن أحدا لا يكاد يعرفه.

إننى أرى أنه آن الأوان أن نشكُر هذ الرجل على ما اقترفت يداه. أن نقول له إن مصر لا تنكر جميلًا ولا تنسى مُضحيًا. أن نُكرمه بشكل مشرف ولائق، وأن نحاول تعويضه عن ضريبة دفعها ثابتًا راضيًا مفتخرًا. أن نمنحه ما يستحق من تقدير عظيم.

إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لاستدعاء التاريخ تدفعنا أن نجدد العهد بالأبطال المنسيين فى تاريخنا الحديث، كل مَن غرس نبتا طيبا، قدم خيرا، بذل نفسه، دمه، وأمنه من أجل المصريين عبر كافة الأجيال. إن هؤلاء لا يجب نسيانهم أبدا، فأعظم أمة هى تلك التى لا تغمط حقوق أبطالها فى كافة المجالات.

والله أعلم.

 

[email protected]