رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

لا أدرى من ذا الذي اقنع الفنانين والفنانات أن نجومية الفنانة مرتبطة بكمية اللحم التى تكشف عنها من جسدها، وأن نجومية الفنان مرتبطة بارتداء ملابس غريبة هى أقرب لملابس البلياتشو المقصود بها أن يضحك الناس فى السيرك وخاصة الأطفال منهم، خاصة لو كان البلياتشو ثقيل الظل لا يستطيع أن يضحك الناس بكلامه وأفعاله التى يقوم بها فى فقرته.

ما يحدث فى مهرجان الجونة يؤكد أن هناك فهما مغلوطا للنجومية، فمثل هذه المظاهر وإن كانت تضمن لصاحبها نجومية لكنها تبقى نجومية مؤقتة لأنها زائفة وغير حقيقية. فالنجومية الحقيقية هى التى تحققها موهبة الفنان وأدواره التى تبقى فى ذاكرة الناس على مر السنين. لو احتجنا أمثلة على ذلك فالأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصي، خذ عندك مثلا النجمة فاتن حمامة والتى حققت من النجومية ما جعل الناس تطلق عليها عن حق وجدارة لقب سيدة الشاشة العربية، حدث ذلك بدون تعرٍّ وبدون ملابس غريبة ليس لها هدف سوى لفت الأنظار.

تربعت فاتن حمامة على عرش السينما العربية فقط لموهبتها، وأدوارها الخالدة فى ذاكرة السينما. لو كان الموضوع تعريا لكان صناع فيلم مثل فيلم الحرام أولى بذلك التعري، فى الفيلم المأخوذ عن قصة للأديب الكبير يوسف إدريس تدور حول فلاحة فقيرة يتعرض زوجها لمرض عضال أقعده عن العمل فتجد نفسها مضطرة للعمل فى الحقل بدلا منه، وفى يوم أرادت أن تلبى له رغبته فى أكل البطاطا التى يشتهيها فتدخل فى حقل مجاور لتجلب له «جدر» بطاطا فتتعرض لعملية اغتصاب وينتج عنها حمل ويتبع الحمل ولادة وحمى نفاس. تخيل اغتصاب وحمل وولادة ومع ذلك لم نر على الشاشة ولا حتى كتفا واحدة من سيدة الشاشة عارية من الملابس. كان من الممكن أن يستغل المخرج الكبير هنرى بركات تلك المشاهد ليجذب الناس لفيلمه. لكنه ليس مضطرا لذلك، فليس الهدف أبدا إظهار مفاتن فاتن بل بقدرتها وبموهبتها على إقناعنا بأنها تتعرض لكل تلك المآسى بتعبيرات قسمات وجهها فقط دون الحاجة لان نرى جسدها عاريا. كانت سيدة الشاشة محتشمة سواء فى أعمالها أو فى الحفلات التى تظهر فيها أو فى اللقاءات التليفزيونية ومع هذا لم تنقص من نجوميتها شيئا.

الغريب انك لو تابعت كل ما ينشر عن مهرجان الجونة السينمائى فلن تجد سوى أخبار فساتين الفنانات العارية وملابس البلياتشو المزركشة لبعض الفنانين، لم يتحدث أحد عن الأفلام التى يعرضها المهرجان مثلا، وهو أمر من المفروض أن يقلق أصحاب المهرجان وصناعه، فما يقدمونه فى ذلك المهرجان هو وجبة دسمة من الفساتين الخليعة التى لا تناسب أبدا فنانينا فى الشرق حتى ولو كانت عادية لفنانات الغرب، بينما لو اهتم أصحاب المهرجان وصناعه مع إمكانياتهم المادية الكبيرة بصناعة السينما قدر اهتمامهم بالتطور الذى تشهده صناعة الفساتين العارية لعادت مصر فعلا لتكون هوليود الشرق بدلا من الحال الذى وصلت إليه والذي بالتأكيد لا يرضى سميح ولا نجيب!

[email protected]