رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

الذى يعرف طائر الحداية، يعلم جيدا أن سيرتها ترتبط بالكتاكيت، فهى من الطيور الجارحة، لغويا اسمها الحدأة، تتغذى على لحوم الطيور والحيوانات الصغيرة، مثل الحمام، والفئران، والكتاكيت، ويعلم أيضا أن المرأة الريفية كانت تناصب الحداية العداء، لأنها كانت تقف على برج الحمام أو فوق عشة الفراخ وتلتقط بمنقارها أحد أفراخ الحمام الصغيرة أو أحد الكتاكيت، والمرأة الريفية سجلت رأيها فى الحداية للتاريخ، وذلك بمثل شعبى على قدر كبير من العبقرية، وهو: الحداية ما بترميش (أو ما بتحدفش) كتاكيت»، ما سرقته خلسة من البرج أو العشة لن يرد مرة أخرى.

نذكر هذا المثل لكى ننبه شبابنا الذين يتلقون رسائل على بريدهم الإلكترونى من سيدات تتدعى فيه بأن زوجها مات عنها وترك لها وديعة بملايين الدولارات، وتحتاج من يساعدها فى صرف هذه الوديعة، مقابل نسبة منها، أو زواجها بها وسفره معها إلى بلد المهجر:

«أنا سمية أم خالد سيدة أعمال فى استيراد وتصدير مستحضرات التجميل، من سوريا، من أسرة مسلمة شيعية، توفى زوجى فى أحداث الثورة من قبل المعارضة، لأنه كان مساندا لنظام بشار الأسد، رحلت إلى الولايات المتحدة وقمت بعمل لجوء سياسى بالأمم المتحدة، ومقيمة فى معسكر بميامى بمفردى. تعبت كثيرا ولا ارغب فى العودة إلى سوريا مرة أخرى، ابحث عن شريك لمساعدتى شخصيا فى عمل مشروعات عقارية وفنادق بإحدى دول الشرق الأوسط برأس مال 11.7 مليون دولار. أنا ارغب فى التعرف عليك أولا قبل أن اشرح الموضوع بالكامل وأنا فى انتظار بياناتك الشخصية للتعارف.. سمية أم خالد».

بالطبع معظم الذين يمتلكون بريدا إلكترونيا يتلقون هذه الرسائل، وأظن أن أغلبهم قد قرأها، وربما فكر بعضهم فى التجاوب مع هذه الأرملة طمعا فى الهجرة أو فى الثروة التى تركها لها زوجها، وربما تجاوب البعض بالفعل وكتب رسالة طويلة عريضة حكى فيها جميع ظروفه الاقتصادية والاجتماعية، وتضمنت رسالته جميع بياناته الشخصية، وربما تكون الأرملة السورية قد بادلته الرسالة بأخرى، وطرحت عليه العديد من الأسئلة، تضمنت بعض الاستفسارات عن أحوال البلاد، والمظاهرات، والإرهاب، وموقفك من الجيش والشرطة، ورأيك فى محاربة الإرهاب فى سيناء، وفى هدم الأنفاق، وإقامة منطقة عازلة، وغيرها من الأحداث، ربما استفسرت عن أدق تفاصيل حياتك الشخصية، السن، المؤهل التعليمى، العنوان، الوظيفة، أفراد الأسرة، أصدقاء الحى، زملاء العمل، رفقاء المقهى..

هذه الرسائل قد تكون من أجهزة أمنية أو مخابراتية لدول تناصب مصر العداء وتحمل لها الكراهية، أو من خلال عصابة تنصب على الشباب، تستغل طموحاتهم وأطماعهم، لهذا يجب أن يحذر أولادنا الشباب وألا يصدقوا كل ما يصلهم، وعليهم أن يحذفوا الرسالة وألا ينجروا إلى الرد والكشف عن تفاصيل حياتك أنت وأسرتك، لأن الحداية، كما يقولون، لا ترمى كتاكيت، فما بالك من ملايين الدولارات.

 

[email protected]