رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

ولد فقيرًا فقد أمه عند مولده ثم هجره أبوه بعد سنوات ثلاث وبدأ رحلة العذاب تنقل من بلد إلى آخر ومن مذهب دينى إلى آخر وخلال ما يقرب من خمس عشرة سنة حاول أن يصل فيها إلى وضع يرضى فيه عن نفسه إلا أنه لم يكن يحاول أن يغير نفسه فقط بل كان طموحه أن يغير كل أوضاع العالم فقد كانت أوروبا فى ذلك الوقت مهيأة للثورة فقد وصل الجمود إلى كل شىء وخاصة قضايا الفكر الاجتماعى والسياسى والدينى.

هذا هو جان جاك روسو الأديب والمفكر الثورى الذى لم يهدأ الا بعد أن وصل إلى ما يريد فى عام ١٧٨١ بدأ فى نشر أعنف كتاب وصفه النقاد وقتها بالبركان الذى سوف يدمر الملايين. ولكنه أيضاً سيعود على المجتمع بعد ذلك بخيرات كثيرة لا يتخيلها الناس حاليًا.

وكان الكتاب هو اعترافات جان جاك روسو.. الذى كتبه بين عامى ١٧٦٥ و١٧٧٠ وبدأ ينشره بين ١٧٨١ و١٧٨٨.. وصدر فى خمس وخمسين طبعة وفى عام ١٧٩٠ كان قد تم ترجمته إلى ستين لغة حية.

السيرة الذاتية لروسو كانت الأكثر شجاعة بين قريناتها والشجاعة هذه كانت لأنه ربط بين حياته الخاصة وبين قضايا الفكر الاجتماعى والسياسى والدينى فى فرنسا بل أوروبا كلها فقد تمرد على كل ما هو موجود. وتمت مطاردة روسو فهاجر إلى سويسرا وبعدها إلى لندن وهناك نزل ضيفا على الفيلسوف ديفيد هيوم الذى سمح له بالعودة إلى بلده باريس عام ١٧٧٠. وكان الشرط الوحيد هو التوقف عن انتقاد نظام الدولة فى كتاباته، ولكن روسو بعد عودته إلى وطنه بعد المنفى الذى استمر سبع سنوات.. كتب رواية جوليا التى أثارت أفكارا حول العقد الاجتماعى وأكد روسو أن المؤسسات الحكومية تدمر حياة الإنسان، وأن الجنس البشرى سينهار إذا لم تطبق نظم الحياة الاجتماعية ثم بعد ذلك أصدر كتاب.سقرطه. وتعرض فيه لقضايا اسعاد الإنسان والموقف من الخير والشر.

ظل روسو حتى أواخر سنوات عمره مناضلاً ومصلحًا. وترك رسالة اشبه بالوصية جاء فيها.. أيا كان يوم القيامة التى ستفتح فيها الصور يوم الحشر فسوف اتى كتابى هذا فى يمينى لامثل أمام الديان العادل الأعظم. وسوف أقول بصوت عال كذلك سلكت بنفس الصراحة وما أخفيت أى شىء ولا أضفت الشيء فيه. الصدق الكامل فى الكتاب جعله ليس مجرد عمل أدبى بل ميثاق للتمرد الاجتماعى والبحث عن بديل لمتاهة الحكم وقوانين الإصلاح.

nadernashed [email protected]