رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

في محاولة من لجنة الإعلام بالمجلس الأعلي للثقافة لنقل المحتوي الثقافي الذي تنتجه كافة أجهزة وهيئات وزارة الثقافة إلي الإعلام المصري الرسمي في مبني ماسبيرو والصحف المستقلة، عقدت اللجنة لقاء بين وزير الثقافة حلمي النمم وعصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون  ممثلاً لما كان في الماضي السحيق القريب يسمي وزارة الإعلام وبالقطع ليس هناك هيئة أو مرجعية للصحف القومية بعد إلغاء مجلس الشوري.. يعني الموضوع بلا حسيب ولا رقيب كل يسير في اتجاه معاكس مخالف أو أي اتجاه يراه رئيس مجلس إدارة تلك الصحف المعبرة عن الإعلام القديم الكلاسيكي إعلام الورق والكتابة التي لم يعدلها جمهورا من المتابعين إلا من هم فوق الأربعين قبل اختراع الإنترنت والفضاء المفتوح والإعلام المرئي الذي حل محل كافة أنواع الإعلام التقليدية.. تم اللقاء في المجلس الأعلي للثقافة بحضور رئيسة المجلس د. أمل الصبان والسادة أعضاء لجنة الإعلام وهم ممثلون للإعلام الخاص والرسمي والورقي والأكاديمي وخبراء في كافة المجالات الإعلامية وبدأ اللقاء بين قطبي الثقافة والإعلام الرسمي واللذان هما صوت الدولة والحكومة والشعب.. فكان اللقاء أقرب إلي الصراع التقليدي وتحول من العام إلي الشخصي وكانت المحصلة صفراً كبيراً حصلت عليه جميعاً لأن عصام الأمير والوزير حلمي النمم تصوراً أنهما في جلسة نقاشية فكرية ولم يلتفتا إلي البعد السياسي الذي هو عماد الدولة وإطار فني عمل عام يتبع الحكومة وفق سيارات محددة علي السلطة التنفيذية تقديمها لمجلس النواب وللشعب ولرئيس الجمهورية، ولكن للأسف الشديد لم نسمع ولم نر ولم نقرأ أي سياسة أو خطة واحدة واضحة ذات جدول زمني عن مستقبل الثقافة في مصر وعلاقة المنتج الثقافي من مسرح دولة ومسارح قصور ثقافة وأوبرا وصندوق تنمية ثقافة ودار بل دور نشر من أول الهيئة العامة للكتاب إلي دار الكتب إلي المجلس الأعلي للثقافة إلي قصور الثقافة وجميعها هيئات شبه مستقلة تابعة للدولة وتحت مظلة ورئاسة وزير الثقافة إدارياً ومالياً فكل ما تنتجه تلك الوزارة لا يصل إلي الجمهور والمشاهد العادي ولا يصل إلي العشوائيات والمحافظات والقري والنجوع.. ففي تقرير من الجهاز المركزي ومجلس الوزراء للمعلومات فإن محافظة مثل الشرقية يوجد بها 1245 معهداً أزهرياً عام وخاص في مقابل 19 قصر ثقافة لا يعمل منها إلا واحد فقط.. وبتصريح من الوزير ذاته في الجلسة فإن تصور الثقافة قنبلة موقوتة وقضية شائكة لأنها غير مؤهلة ومجهزة بل أن بعضها في بيوت بالقري أو مجرد غرف مغلقة تم تسكين موظفين بها لهم درجات ومرتبات وهيكل إداري يصل لأن يكون رؤساء تلك القصور أو مديروها من حملة المؤهلات المتوسطة.. وبالتالي فإن موضوع قصور الثقافة ليس من سلطة الوزير ولا في نطاق عمله كما يقول ولهذا فإن الثقافة سوف تنتقل إلي الأوبرا التي سوف يفتحها الوزير في أسوان.. أو بورسعيد.. المهم أن السيد عصام الأمير غاضب من الثقافة ولهذا فهو يترك الأمر لرؤساء القنوات والمحطات الإذاعية والمحلية ليتواصلوا مع وزارة الثقافة وينقلوا المحتوي الذي تريده إلي الجمهور خاصة بعد أن رفضت هيئة المسرح القومي إذاعة التليفزيون لمسرحية الفنان يحيي الفخراني وطالبت التليفزيون بأموال نظير تسجيل المسرحية وعرضها بالرغم من أنها إنتاج المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة المصرية.. ثم هل يوجد أي بروتوكول تعاون سابق أو لاحق بين وزارة الثقافة والإعلام الرسمي المصري؟.. سؤال كان جوابه يوجد العديد من الاتفاقيات السابقة بين تلك الوزارتين حين كانت هناك وزارة للإعلام ولكن التفعيل يرجع إلي المسئولين وإلي قناعة كل وزير ان الثقافة والإعلام هما أجنحة التقدم والتطور والتغيير والقوة الناعمة.. القوة الناعمة من فن وموسيقي وغناء ومسرح جاد يقدم الفكر واللغة والتقنيات الحديثة ويطهر النفس والوجدان ويحفز الأخلاق والقيم.. وكتاب يقدمه إلي المشاهد كما في الماضي حين كان هناك مهرجان للقراءة للجميع وكتب متنقلة في مكتبات تنتقل بين الشوارع والقوي وفي المكتبات الخاصة والعامة.. وحفلات للغناء الرفيع والموسيقي المتميزة وأفلام تنتجها الدولة وصندوقها عن البطولات والنماذج والتاريخ القديم والحديث كل ما يهم الوطن ويغير من فكره وسلوكه وقيمه وأخلاقه.. لن تفلح أي حملة إعلانية أو دينية أو ندوة أو محاضرة عن السلوك والأخلاق ان لم ننم ونرب أجيالاً وأبناء علي الفن فهو قيمة الخير والحق والجمال وهو الذي يفرق بين الإنسان والغرائز الحيوانية من حب للمال وللسلطة وللمظهريات والشكليات والتعصب الأعمي والقوة الغاشمة.. الفن يبني الأمم وإذا لم نلتفت إلي أهمية وضع سياسة واضحة بجدول زمني للتنفيذ للثقافة وللإعلام مجتمعين فإن أي خطوة نحو الاقتصاد المتنافي أو الاستثمار أو البناء لن تأتي ثمارها.. التعليم.. الثقافة... الإعلام هم مفتاح سر الاستقرار والتقدم في أي أمة أو دولة وهم من الأولويات مثلهم مثل رغيف الخبز والغاز والبنزين والكوبري والمدينة الجديدة وحتي قناة السويس لن تعمر ولن تنتج إلا إذا كان لدينا جيل يعرف معني وقيمة العمل والخلق والضمير.. لقاء ضائع.. بين ثقافة وإعلام يحتاجان إلي دعم وسياسة وإلا...!