عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لن ينسى العالم هذا اليوم.. إنه أشبه بالليلة التى سبقت اعلان الحرب العالمية الأولى أو الثانية.. فبعدهما تغير العالم ولم يعد هو نفسه الذى كان من قبل.. كذلك سيظل هذا اليوم كأنه تجربة لحرب حقيقية، وليس مجرد مناورة تدريبية عندما يتم عزل دولة أو بعض الدول عن العالم الخارجى بقطع تواصلها وأوصالها الإلكترونية وليس فقط منصات التواصل الاجتماعى كما حدث مساء يوم الاثنين الماضى!

وأعتقد.. أن العالم سيشهد فى المرحلة قادمة، استخدام العقوبات الإلكترونية بدلا من العقوبات الاقتصادية التى عادة تفرضها أمريكا على بعض الدول أو التى تفرضها الامم المتحدة بإيعاز من أمريكا، كما فعلت فى العراق وأدت إلى انهياره بالكامل وتجويع شعبه وقتله بالبطيء بمنع عنه الغذاء والدواء لسنوات دون أن يحاسبها أحد.. وإذا كانت مأساة العراق عرفها العالم كله وأصبحت وصمة عار على جبين كل من كان السبب الرئيسى فى قتل ما لا يقل عن مليون عراقى.. فان العقوبات الإلكترونية على دولة ما ستقتل أكثر من ذلك بالإضافة إلى خسائر بالمليارات، ولكن هذه المرة دون أن يسمع أو يرى أحد حيث سيكون الاتصال بينها وبين العالم مقطوعًا.. حتى تتوقف أنفاسها وتنقطع عنها الحياة ولن يدرى بها أحد!

وإذا.. كان موقع التواصل الاجتماعى تويتر ليلة انقطاع الاتصال على مواقع التواصل الأخرى، رحب باستضافة العالم على موقعه، فإن تويتر نفسه كان أول من مهد لتجربة العقوبات الإلكترونية عندما فرض عقوبة الحظر على حساب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل أن يغادر البيت الأبيض بأيام، بمنعه من استخدام حسابه الخاص أو الحساب المخصص له كرئيس أمريكا، وبررت إدارة تويتر قرارها بخوفها من «تكرر نشر رسائل تحرض على العنف» وذلك عقب اقتحام أنصار ترامب مبنى الكونجرس.. ونفس الشيء فعله مجلس الإشراف على فيس بوك عندما أصدر قرارا بمنع الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى يناير 2020 من نشر رسائل على صفحته على الموقع وعلى إنستجرام، وتعليق حساباته لمدة عامين، يعنى حتى يناير القادم، وقال مسؤول عن الموقع وقتها إن الحظر قد يمتد لأكثر من العامين «إذا قدرنا أنه لا يزال هناك خطر جسيم على السلامة العامة».!

وبالتأكيد.. سيقولون كان عطلًا فى السيرفرات والكابلات والوصلات، أو كانت هناك محاولات اختراق خارجى من الصين أو روسيا.. وغير ذلك من مبررات تقنية.. ولكنهم لن يقولوا إنه يتم فى الخفاء تجريب حرب العزل الإلكترونى، وإنه آن الأوان أن تبدأ هذه الحرب الجديدة، التى تختلف عما اشيع فى السنوات الأخيرة بما يسمى الحرب الإلكترونية أو الجيل الخامس.. هى حرب العزل مثل الذى جربناه فى أيام حظر كورونا، حرب يتم خلالها عزل واخفاء بعض الدول عن العالم بقطع الاتصال الإلكترونى معها!

زمان.. كان التواصل بين الشعوب والقبائل يتم عبر السفر على الدواب، وكانت التجارة هى وسيلة التقاء البشر بعضهم ببعض من بلدان مختلفة، حيث يتبادلون بنظام المقايضة السلع والمؤن، وكذلك أخبار وأحوال البلاد والعباد.. وإذا ما انقطعت قوافل السفر وتوقفت التجارة بين الدول، لأى سبب، لا أحد فى الشمال أو الشرق يعلم شيئًا عما يجرى فى الجنوب أو الغرب.. ويبدو إننا نعود إلى نفس الفكرة ولكن بصورة عصرية!

[email protected]