رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل فى هذه السطور ما بدأناه فى مقالنا بالأمس حول إنجازات الدولة فى ظل قيادة الرئيس السيسى فنشير إلى أن مبادرة «حياة كريمة» تساهم فى انعاش قطاع التشييد والبناء سواء لشركات قطاع الأعمال العام أو القطاع الخاص عن طريق فتح المجال أمام شركات القائمة على التشييد والتعمير العاملة فى مجال المرافق والإسكان للدخول فى مشروعات جديدة بمليارات الجنيهات مما يحسن من مؤشراتها المالية ونتائج أعمالها.

ويدل ذلك على إنجاز العديد من الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام والشركات القائمة على اعمال التشييد والتعمير مثل «العبد العامة للمقاولات»، و«النصر للمبانى والإنشاءات ايجيكو»، شركة المقاولات المصرية «مختار إبراهيم» نحو 90% من مشروعات «حياة كريمة» بقرى الصعيد.

والملاحظ ان قطاع التشييد والبناء شهد تطويرا إيجابيًا منذ بداية العام الحالى نتيجة السياسات التحايزية من قبل البنك المركزى والحكومة ومن المتوقع تعافى كامل لقطاع المقاولات فى الربع الثالث من العام الجارى استنادا إلى مبادرة حياة كريمة لتطوير الريف المصرى، والتى ستساهم فى إتاحة العديد من المشروعات فى الأقاليم، وحل أزمة السيولة النقدية التى تواجه شركات المقاولات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما سيؤدى إلى خلق فرص عمل جديدة، وبالتالى خفض نسب البطالة بشكل كبير.

ويسعى برنامج تطوير الريفى إلى إقامة الوحدات المجمعة التى تشمل مدرسة ووحدة صحية ومشرفا زراعيا للنهوض بأحوال الفلاحين، كما تتابعت قوانين الإصلاح الزراعى فى الخمسينيات والستينيات لتحقق نفس الغاية، وكانت هذه الجهود تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية الذى كان واحدا من أهداف ثورة يوليو الستة، كما كانت إقامة التعاونيات وتجربة التجميع الزراعى وسائل لمكافحة مشكلة الاقطاع الزراعى ولكن برنامج حياة كريمة يسترشد بسياسة مغايرة تسعى لتوفير المناخ الملائم لصغار المزارعين من أجل حياة أفضل.

ولقد أوضح الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، معالم هذا البرنامج الذى بيّن أن التكلفة الاجمالية تصل إلى ٧٠٠ مليار جنيه على مدة ثلاث سنوات، حيث شرعت الحكومة فى تنفيذ البرنامج الذى يغطى ٤٥٠٠ قرية فى ١٧٥ مركزا، وقد أعطى البرنامج فى مرحلته الأولى أولوية لـ٥٢ مركزًا وهى المراكز الأكثر احتياجا وتكلفة هذه المرحلة ٢٦٠ مليار جنيه.

وهناك أربعة محاور لهذا البرنامج هى النهوض بالبنية الأساسية، وبناء الإنسان المصرى، والتدخلات الاجتماعية والتنمية الاقتصادية. المحور الأول يتضمن توفير مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء فضلا عن مكاتب البريد وخدمات الإنترنت، ويشمل محور بناء الإنسان المصرى تطوير خدمات التعليم والصحة والشباب والرياضة والتوعية والثقافة، وتستهدف التدخلات الاجتماعية توفير سكن كريم، وإحلال وتطوير المنازل القديمة والمتهالكة، أما محور التنمية الاقتصادية فيتمثل فى تأهيل وتبطين الترع وتوفير فر عمل من خلال إتاحة التمويل لإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

النظرة الأولى لعناصر هذا البرنامج توحى بأنه أقرب إلى برامج الرعاية الاجتماعية، فهو يركز على توفير خدمات لسكان الريف هى إما لا تتوافر لهم مثل مكاتب البريد والإنترنت فائق السرعة، أو لا تتوافر على نحو مناسب. بطبيعة الحال توافر الخدمات مثل الطرق والمدارس والمستشفيات يمكن أن يحسن دخول المواطنين فى الريف لأنه يقلل من المشاقة التى يتحملونها للحصول على هذه الخدمات فى أماكن بعيدة عنهم ويرفع مستوى التعليم والمهارة مما يتيح لهم الحصول على وظائف أعلى دخلا، كما أن تبطين الترع أو توفير التمويل لإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة بعبارة أخرى ان الطريق إلى التنمية الاقتصادية هو من خلال توفير المناخ الذى يشجع على زيادة الإنتاج وإقامة مشروعات جديدة.

ويتوافق ذلك مع السياسة النيوليبرالية التى تدعو لها المؤسسات الاقتصادية الدولية التى تقصر دور الحكومة على توفير المناخ المنحاز للاستثمار وتترك مهام الإنتاج لآخرين مثل المشروعات الخاصة والاستثمار الأجنبى.

---

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد