رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

«تجيبها كده.. تجيلها كده.. هى كدة» هي ظاهرة تزداد بل وتطفح علينا طوال السنوات الماضية، حتى أصبحت جزءاً من حياتنا، بل وأصبحنا نضرب لها «تعظيم سلام من غير كلام على رأي أوكا وأورتيجا!

إن ظاهرة الحرامى صاحب المجد العصامي، لن تنتهى من حياتنا، فنحن تعودنا، أن يكبر الحرامي، ونحن نصفق له، ويسرقنا ونقول له «كمااان»، وينهب أراضي الدولة وأقوات الغلابة، وعندما يتحدث يعطينا دروساً في الحق والنزاهة!

هذا الحرامي العصامي كما يشبه نفسه أحترمه جيداً، وأحترم كفاحه في النهب، حيث يبدو مثالياً في النهار، ولا يقرب الحرام إلا في جنح الظلام، حتى صار في الصف الأمامي، والصف الأمامي هنا له حكايات وروايات، فهذا الذي استولى على أراضي الدولة، وربح من بيعها مئات الملايين، وامتلك قنوات الفضاء صار يجلس في الصف الأمامي، وذاك الذى بدأ بسرقة بسيطة في مخالفة بناء، أو رشوة، وتحول إلى صاحب ثروة، وهذا الذي كان موظفاً بسيطاً وأصبح من أصحاب الملايين ويمتلك الأبراج والعقارات، وعليك أن تقتنع بأن ثروته المخيفة، جاءت من معاشه في الوظيفة!

هؤلاء كبروا أمام سمع وبصر الجهات الرقابية، فالحرامي عندما يجد من يغض الطرف عنه، يزداد في سرقته، ونفوذه، ويطلق الأبواق التى تسبح بحمده، والغلابة  المطحونون لا يليق بهم إلا التصفيق، والقانون يعطي لنفسه أجازة، أمام جبروت وسطوة وجوده في الصف الأمامي!؟ وهنا قد يسألنى البعض.. لماذا تؤكد احترامك لهذا الحرامى أياً كانت شخصيته؟، وأقول: احترم هذا الحرامي لأنه استطاع أن ينهب أراضي الدولة، ويبني القصور وطوال سنوات لم يسأله أحد من أين لك هذا؟ واحترمه بل وأجلّه، لأنه عطل اللامركزية، ونشط الجهاز الروتيني، لكي ينعم صغار الحرامية من أتباعه في إنهاء مصالح المواطنين بطريقتهم في فتح الأدراج والأيادي! بل وأقدره لأنه استطاع أن ينشئ منظومة فساد لا تقبل التطهير، وأصبح تلاميذه ينعمون بإعطاء تصاريح البناء المخالف، والرشاوى، داخل المصالح، والمدن، والأحياء وإدارات ومؤسسات الدولة!

إن هذا الحرامي المحترم، وثروته الطائلة، التي حصل عليها من مرتبه الوظيفي، أو منصبه، لم يجد من يسلط عليه رادارات الرقابة، عندما نهب أراضي الدولة، وتلاعب في أموال المصلحة التي يرأسها، وخالف في إرساء المناقصات، والعطاءات، وتسلم المشروعات غير مطابقة للمواصفات، ولم يجد قرارات رادعة في منظومة عمله، أو في المؤسسات التى يتعامل مع صغار الحرامية فيها، تقول له قف.. هذا مخالف، أو انتظر هذه الأوراق لا تصلح، ولم يجد كاميرات الرقابة تسلط عليه وهو يتقاضى الرشاوى، لإنهاء مصلحة من حق المواطن، ولم يجد من يقول له من أين لك هذا، عندما تضخمت أرصدته في البنوك، واشترى السيارات الفارهة والقصور، ولم يجد من يوقفه عندما أصدر قرارات فوقية تلهب ظهور الغلابة، وتستقطع من رواتب المطحونين، بل وحرمان البعض من الترقي وفصلهم وتشريدهم، وهو ينعم ومحسوبوه من حوله بأموالهم ومقدراتهم!؟

إن الحرامي الذي أقصده هو كل من تربح بالسرقة والسطو على أموال العباد، واستولى بنفوذه وهباته وإكرامياته، على مقدرات الوطن، الحرامي الذي أعنيه، هو من حول المؤسسة، أو الشركة، التى يرأسها إلى تكية لنهب المال العام، وان تمت محاكمته يحصل على البراءة، وهو كل صاحب مجد عصامى سرق ونهب واحتال، ودخل حزب الدولة وأزقة الكبار ليخفي آثار جرائمه، حتي صار في الصف الأمامى!