عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

 

 

على نحو فريد تحظى المؤسسة العسكرية المصرية بالثقة والمصداقية والتقدير بين جموع المصريين.. ليس فقط لقدرتها على حماية سيادة الدولة بكل مكوناتها ومصالحها، وإنما أيضًا لعقيدتها الراسخة فى حماية الأمن القومى المصرى، وانحيازها للإرادة الشعبية كصيغة وطنية حاكمة لمسار الدولة المصرية عبر تاريخها الممتد.

فالدور التاريخى الفارق للمؤسسة العسكرية المصرية فى السنوات الأخيرة شكل إدراكًا ووعيًا حقيقيًا، وعلى نحو ملهم فى ترسيخ مفهوم - جيش الشعب - الذى بات فخر واعتزاز المصريين، بعد أن أدرك الجميع أن هذا الجيش وقف سدا منيعا أمام سقوط الدولة المصرية فى فخ الفوضى والإرهاب، والتقسيم أثناء محاولة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد والمسمى - بالربيع العربى - وبرغم سقوط عدد من الدول العربية وسقوط النظام فى مصر، إلا أن المؤسسة العسكرية المصرية وقفت فى غاية الصلابة تدافع وتحافظ على مصر، مقدرات الشعب المصرى وأمنه القومى فى مواجهة كل أعداء الوطن فى الداخل والخارج، وعندما أدرك الشعب المصرى حجم التحديات والمخاطر التى تهدد الوطن وتدفعه إلى الهاوية، خرج الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو، معلنًا سقوط النظام الغاشى، ومستدعيًا مؤسسته العسكرية وملقيًا عليها مسئولية أداء واجباتها لتنفيذ الإرادة الشعبية الحرة، دون النظر إلى أية اعتبارات لا يمكن أن تضاهى حماية الوطن.

وكما تتقدم الاحتياجات العسكرية فى أوقات الحروب، على ما عاداها من احتياجات اقتصادية أو اجتماعية.. فإن للثورات الشعبية حتمية إعادة ترتيب أولويات الدولة واستدعاء كافة مكونات قوتها فى ترتيب يلبى نداء المسئولية الوطنية، ويعبر عن حقيقة ادراك المجتمع طبيعة ما يواجهه من مخاطر وتحديات، ومن ثم لا تملك المؤسسة العسكرية إلا الانخراط بقيمها ومبادئها فى إعادة بناء الدولة.. ولأن الرئيس عبدالفتاح السيسى ابن هذه المؤسسة العظيمة التى تحكمها قيم وثوابت وطنية حاكمة، فقد أدرك منذ الوهلة الأولى لتحمل المسئولية، أن حجم التحديات والمشاكل المتراكمة والمتجذرة منذ سنوات طويلة يحتاج إلى عمل اسطورى لا يقدر عليه إلا المؤسسة العسكرية، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بإعادة بناء دولة، ولذلك كان الاستدعاء لحفر قناة السويس الجديدة وأنفاق القناة وأعمال البنية الأساسية للطرق والكبارى ومئات المشروعات التى قامت بها الهيئة الهندسية وغيرها من هيئات القوات المسلحة، لنرى ملحمة وطنية فى شتى جوانب المشروعات الخدمية والتنموية على أرض مصر، وبالتأكيد ليس آخرها ما رأيناه منذ يومين للمشروعات التنموية التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى لمشروعات التنمية فى سيناء، وأهمها مشروع استصلاح خمسمائة ألف فدان الذى يحول سيناء إلى منطقة عامرة بالسكان والمشروعات الاقتصادية وأحد روافد التنمية الهامة، والأهم من كل هذا تأمينها ذاتيًا فى مواجهة الإرهاب والطامعين.

إننا الآن ونحن نستقبل الذكرى الثامنة والأربعين لحرب اكتوبر التى شكلت ملحمة عظيمة فى تاريخ مصر والأمة العربية باعتبارها لم تكن حربا عسكرية بين دولتين على قدر من التكافؤ، وإنما كانت حربا فى مواجهة كل التحديات الاستراتيجية علميًا وتكنولوجيًا وطبيعيًا وسياسيًا واعتمدت فيها مصر على المقاتل المصرى الذى أبهر العالم بالفعل وأكد أن المصريين لا يعرفون المستحيل، وأسس جيل أكتوبر العظيم لأجيال على نفس القدر من الفداء والعطاء والمسئولية، وليس أدل على ذلك من بطولاتهم فى مواجهة ودحر الإرهاب من جانب وإعادة البناء والتنمية على جانب آخر.

كل التحية لشهداء وأبطال مصر

نائب رئيس الوفد