رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

الملك سلمان يحسن اختيار سفرائه.. حضرتنى تلك العبارة وأنا أتابع حدثين هذا الأسبوع.. الحدث الأول كان الاحتفال باليوم الوطنى للمملكة فى مقر السفارة بالقاهرة، وكان أبرز ما فى الحفل هو السفير السعودى نفسه أسامة النقلى.. أما الحدث الثانى فكان الحادث الأليم الذى تعرض له أحمد القطان السفير السعودى السابق بالقاهرة.

فى الاحتفال باليوم الوطنى للمملكة توجه العديد من كبار الشخصيات فى مصر إلى مقر السفارة ليس فقط للاحتفال باليوم الوطنى.. ولكن أيضاً حبًا وتقديرًا للسفير أسامة النقلى.. صحيح أن العلاقة بين مصر والمملكة هى علاقة أشقاء.. علاقة ضاربة فى جذور التاريخ وعلى مر الأيام.. ولكن السفير أسامة النقلى استطاع أن يحافظ على الإرث الذى تركه سلفه أحمد القطان.. بل أضاف إليه الكثير، وأصبح - أى النقلى - واحدًا من الأسماء اللامعة فى الدبلوماسية السعودية.

أما الحدث الثانى فكان الحادث الأليم الذى تعرض له السفير أحمد القطان سفير المملكة السابق فى القاهرة وأشهر سفراء الدبلوماسية فى أحد شوارع ميلانو بإيطاليا.. وتحدث عن الواقعة على حسابه فى تويتر، ووصف الحادث بالمخيف.. وصاحب ذلك اهتمام إعلامى فى مصر بالحادث الذى تعرض له الوزير ودعوات من القريبين منه فى مصر وحتى البعيدين عنه بالشفاء العاجل له ولوالدته.

لم يقتصر الاهتمام على الذين رافقوه فى رحلته الدبلوماسية بالقاهرة، ولكن امتد إلى عموم المتابعين للشأن السياسى وكأنه واحد من المصريين.. كل هذا يرجع إلى البصمة التى تركها الرجل فى البلد الذى مكث فيه سنوات طويلة من حياته الدبلوماسية.. ومن صفاته التى حكى عنها الكثيرون خاصة كل من اقترب منه فى صالونه الثقافى الذى كان يقيمه فى منزله كل شهر تقريبًا.

العمل الدبلوماسى فى رأيى ليس وظيفة.. بل رسالة تتطلب مواصفات خاصة فى كل من يعمل فى هذا الحقل الشائك.. وعندما تذكر الدبلوماسية العربية، تذكر مصر والسعودية.. من البلدين جاء عمداء الدبلوماسية العربية، ففى مصر كان عصمت عبدالمجيد وعمرو موسى وفى السعودية كان سعود الفيصل الذى حمل لقب عميد الدبلوماسية العربية وهو اللقب الذى لم ينازعه فيه أحد.. فقد قضى أكثر من 40 عامًا فى العمل الدبلوماسى.. صال وجال فى هذا الحقل.. عاصر العديد من الأحداث والقضايا العربية والدولية وكان رقمًا فى كل حدث مر به.

الدبلوماسيون يصنعون التاريخ.. أؤمن بتلك العبارة إلى أبعد مدى.. وأرى أن نجاح سياسات الدول يتوقف على نجاح الدبلوماسيين فى تنفيذها.. عرفت قيمة الدبلوماسى الناجح خلال وجودى فى مجلس الوزراء على مدار 17 عامًا محررًا لشئون مجلس الوزراء بجريدة «الوفد».. كنت أراقب الدبلوماسى سواء فى قوة شخصيته أو فكره وثقافته ودهائه السياسى.. وأذكر أننى فى المرة الأولى التى حضرت فيها مؤتمرًا صحفيًا للراحل سعود الفيصل فى مجلس الوزراء وكان ذلك منذ أكثر من 10 سنوات لمست فيه قوة شخصيته منذ الوهلة الأولى.