عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى المضمون

 

 

 

تمر فى هذه الأيام ذكرى مرور عام على توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلى مع ٤ دول عربية والتى حملت عنوان سلام ابراهيم فى إشارة إلى سيدنا ابراهيم أو ابراهام بالعبرية وهو أبو الأنبياء جميعًا.

اتفاقية السلام الإسرائيلى بدأت بالامارات وتبعتها البحرين ثم المغرب واخيرا السودان وبعد مرور عام على تلك الاتفاقية علينا أن نستخلص النتائج وحساب الأرباح والخسائر التى جنتها الدول العربية الأربع من جانب وإسرائيل على الجانب الآخر.

الحقيقة أن أى متابع لهذه الاتفاقية منذ توقيعها يدرك أن العرب لم يحصلوا منها على اى مكاسب تذكر خاصة والدول الموقعة عليها فى الأساس ليست دول مواجهة ولا تربطها بإسرائيل حدود مشتركة بل العكس هو الصحيح فقد حققت إتمر فى هذه الأيام ذكرى مرور عام على توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلى مع ٤ دول عربية والتى حملت عنوان سلام ابراهيم فى إشارة إلى سيدنا ابراهيم أو ابراهام بالعبرية وهو أبو الأنبياء جميعًا.رائيل مكاسب كبيرة ونجحت فى تحقيق تطبيع مجانى مع هذه الدول، وفرغت القضية الفلسطينية من محتواها وأضعفت موقف الدول الداعمة للسلام العادل والشامل، وقضت الاتفاقية بطبيعة الحال على مبدأ الأرض مقابل السلام وحولته إلى مبدأ جديد يقوم على السلام من أجل السلام.

إذن ما الذى دفع دولا عربية إلى الهرولة إلى التطبيع مع إسرائيل بلا مقابل أو مكاسب تذكر؟

سلام ابراهام ليس وليد اللحظة التى أطلق خلالها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب رؤيته تلك للسلام بناءً على خطة صهره ومستشاره اليهودى جاريد كوشنر وإنما الفكرة موجودة بالعقل الأمريكى منذ اتفاقية كامب ديفيد عندما أعلن الرئيس الأمريكى وقتها جيمى كارتر أن شعوب المنطقة تستحق سلامًا شاملًا لأنهم جميعا ينتمون لإبراهيم.

لماذا تم اختيار هذا الاسم سلام ابراهام؟ المسألة واضحة، الولايات المتحدة الأمريكية تريد تذويب الفروق بين شعوب المنطقة وتفريغ وحدة الدين التى تربط الدول العربية وتحويل المنطقة إلى وحدة أخرى جديدة تتجاوز الأديان الثلاثة وتصل الجميع إلى مشترك واحد يبدأ من سيدنا ابراهيم عليه السلام.

الاتفاقية لم تنجح كما كان مخططًا لها قد يكون خروج ترامب من البيت الأبيض السبب فى تباطؤ قطار التطبيع المجانى وهو صاحب الفكرة وداعمها الأساسى، او قد تكون باقى الدول العربية المتأرجحة ما بين السير فى نفس الطريق أو التوقف عند موضع قدمها الحالى هو السبب الآخر للتوقف.

وفى كل الأحوال فقد كانت الاتفاقية مصدر شؤم للقضية الفلسطينية وجمودها الحالى فرصة لإعادة الأمور إلى نصابها والبدء فى مفاوضات سلام حقيقية كما تريدها مصر..مفاوضات لا تمنح تطبيعا بلا مقابل وتدعم حق الفلسطينيين فى دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف..أما غير ذلك فهو مضيعة للوقت واستنزاف إسرائيلى للدول العربية وموت بطئ للقضية المحورية وضياع نهائى للقدس.