رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

هو أمر بسيط ولا يحتاج إلى ذكاء.. مصر حصلت على المعونة الأمريكية بعد توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1978، ووقتها أعلن الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل، بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل، و2.1 مليار دولار لمصر، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد.. وبالتالى إذا خفضت الإدارة الأمريكية فعلى الأقل نلوح نحن بتخفيض الاتفاقية!

صحيح أن مصر لم تعقد اتفاقية السلام مع إسرائيل مقابل المعونة الأمريكية، ولكنها كانت جزءًا من الاتفاق بصورة أو بأخرى، وإن التراجع عن هذا الاتفاق يعنى التراجع عن جزء من المعاهدة.. وليس من المعقول أن تواصل أمريكا استخدام أسلوب العصى والجزرة معنا.. ولا يصح ولا يجب أن يكون، ولا يعنى الفارق فى موازين القوى بين مصر وأمريكا أن يكون تعامل الإدارات الأمريكية بهذا المستوى مع الإدارات فنحن أكبر من ذلك وفى العلوم السياسية ما يعرف بسياسة الواقع التى تجبر أمريكا التعامل بندية مع مصر!

هذه السياسة كانت تجهلها إدارة بايدن.. ويوم دخل جون بايدن البيت الأبيض ادلى بتصريحات عن مصر متسرعة، سياسيًا، وكانت تشوبها مراهقة سياسية، وعدم احترافية، واتصل بالعديد من الرؤساء ومنهم طبعا بنيامين نتنياهو، وامتنع متعمدًا هو ووزير خارجيته الذى كان يعمل فى إدارة باراك أوباما، الاتصال أو التواصل مع الإدارة المصرية.. والحقيقية كانت أكثر احترافية منهم جميعًا وتركتهم حتى جاؤوا صاغرين وفى مقدمتهم بايدن نفسه عندما احتاجوا تدخل مصر ما بين حماس وإسرائيل.. وتلك هى سياسة الواقع التى تجبرك على التعامل مع المختلفين معك!

 ومع ذلك لم يتعلموا الدرس.. ومؤخرًا رجعوا يستخدموا سلاح تخفيض المعونة ضد مصر بدعوى حقوق الإنسان.. ولن أقول إن حقوق الانسان فى مصر تمام التمام، بل وأزيد أن هناك مشكلة حقيقية فيها، ويعانى الكثير منها، والدولة المصرية تعلم بذلك وأعتقد إنها تحاول التعامل معها وإلا ما كانت أطلقت منذ أيام «الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، بحضور السيد رئيس الجمهورية، وهى عبارة عن رؤية الدولة لملف حقوق الإنسان فى مصر، وما تنوى القيام به خلال السنوات الخمس القادمة (حتى سبتمبر ٢٠٢٦) لتحسينه.. وجميع المصريين يتمنون ذلك!

ولكنه الحق الذى يراد به باطل.. فلم تجرؤ أى إدارة أمريكية بما تضم من البيت الأبيض ومجلسى النواب والشيوخ وحتى البنتاجون، وزارة الدفاع الأمريكية، من المساس من المعونة الإسرائيلية بل تعطيها بزيادة، ومؤخرًا وافق الكونجرس على منح إسرائيل مكافأة قيمتها مليار دولار بعد القتل والتدمير فى غزة لتعويضها عن الصواريخ التى فقدتها فيما تسميه القبة الحديدية.. فأين حقوق الإنسان من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التى قتلت 260 شخصا فى غزة، على الأقل 129 منهم مدنيون، بينهم 66 طفلا، وقد أفاد تقرير الأمم المتحدة بأن السلطات المحلية فى غزة قالت إن 2،400 وحدة سكنية أصبحت غير صالحة للسكن بينما تضررت أكثر من 50 ألف وحدة ودُمرت أكثر من 2،000 منشأة صناعية، وتجارية، وخدمية أو تضررت جزئيا..؟

للأسف.. الإدارات الأمريكية السابقة منذ حرب فيتنام ارتكبت أخطاء فادحة، دفعت ثمنها من أرواح الشباب الأمريكى، ومن أموال دافعى الضرائب.. ويبدو أن أفغانستان لن تكون آخر الأخطاء!

[email protected]