عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

رغم أنه لا يحتاج إلى كتابة سيرة ذاتية كلاسيكية لأن كل أشعاره هى سيرة ذاتية منذ ديوانه الأول قصائد مهربة إلى حبيبتى آسيا. الصادر عام ١٩٧٥ فقد بدأ يرسم شخصية ذلك الشاعر المقاوم من الجنوب اللبنانى صورة تشكيلية خاصة به. وصولًا إلى أحدث دواوينه بعنوان: كرسى على الزبد، وصدر مؤخرا عن دار الآداب بالقاهرة. الديوان تسيطر عليه لغة الصمت وهذا الوصف عن دراسة د. أحمد عزيز الباحث فى النقد الأدبى والأدب المقارن.

هذا الصمت سعيا ليخلص الشاعر اللبنانى محمد على شمس الدين من غربته الذاتية.هذا الاغتراب كان يلازمه منذ بداياته الأولى. فى ديوانه. أما ان للرقص ان ينتهى. يقول:   امشى فى الشارع وحدى لا أبصر غير ثياب تمشى خلفى وأخاف اتدافع فى كل جهات الشارع كالملدوغ ويلطمنى خوفى اتلاشى حتى لا تبصرنى عيناى. هذا الديوان صدر عام ١٩٨٨. ولكن بعد ما يقرب من ثلاثين عاما يقول فى ديوان كرسى على الزبد. كلما حط فوق البحيرة وجه القمر. أحس بروحى وقد مسها الحب تمضى كأن المطر يفاجئها فى الهزيع الأخيرة من الصيف أحلم ان البحيرة قد أيقظتنى ومدت إلى باسلاكها وانى على درجات الحجر. نزلت إلى القاع كى نلتقى.

محمد على شمس الدين ارأيتم كيف حاول أن يروض نفسه بل وكيف روضها فعلا معتبرا اشعاره طوق النجاة وسفينة الخلاص. وكان المطلوب فى هذا الوقت وقد أغرقت الحروب البلاد. البحث عن صيغة يمكن ان توفق بين تأييد القوميين للمقاومة كأساس لا بديل له وبين البحث عن لؤلؤة المستحيل التى يبحث عنها الشعراء من البدايات. لأن فهم تقلص المجتمع المدنى وما صنعه من قطيعة بين السياسى والمدنى يتبدى من خلال محدودية مشاركة المبدعين فى اتخاذ تنفيذ رسم ملامح الوطن بالمعنى الأشمل وخاصة ان لها تصورها المميز. كل هذا أدى إلى استمرار الانسداد الفكرى وكأننا نلف وندور فى دائرة الطباشير التى رسمها صموئيل بيكت كلوحة سريالية تشير دائمًا إلى اللامعقول.

السيرة الذاتية لمحمد على شمس الدين تعيدنا إلى بلدة بيت ياحون فى جبل عامل جنوب لبنان ثم انتقلوا إلى بلدة عربصاليم فى هاتين البلدتين نشأت ملامح الشاعر أولا ثم ملامح الباحث حيث حصل على دكتوراه فى التاريخ وعكف على دراسة الأدب الفرنسى وتمكن من إلمام الشعر الفرنسى.

يقول عن نفسه انا ابن المناحات العاشورائية فى الجنوب اللبنانى لكن كل أحزان العالم احزانى انا اتألم لأن من لا يتألم لا يعيش ونبض الألم فى الشعر هو نبض جوهرى كنت آخذ على الشاعر سعيد عقل انه يقول أنا لا اتألم على كل حال. وهو شاعر مسيحى. لكنى أعرف ان المسيحية أيضًا تقدر الألم لهذا فإن شمس الدين ينادى همهمات الوجع الذاتى الباحث عن حرية التحليق نحو العالم.

محمد على شمس الدين يختزن بداخله أحزان حروب داخلية وخارجية وراهن على ان الشعر قادر على رأب الصدع وإذابة الصراع داخل اجواء حرب جديدة هى حرب الهوية والاختلاف الفكرى الذى من شأنها صنع مجتمع تنعدم فيه الصراعات والانقسامات الإقليمية إلى حدود الصراع الكونى الذى ليس له حدود ولا نهاية.

Nader nashed [email protected]