عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

مسخرة أمناء الشرطة فى حق الناس سواء قتلاً أو فرض إتاوات أو هتك أعراض أو إغلاق أقسام شرطة ماذا تعنى تحديداً؟! هل هى حوادث فردية.. أم أنها تجاوز مثل كل التجاوزات التى تحدث فى قطاعات كثيرة؟!.. الناس لا تعترف بهذا وإنما هى تؤكد أن «إمبراطورية أمناء الشرطة» وراءها خطة أكبر من كل هذه التصرفات، الهدف منها هو النيل من استقرار الدولة بهدف إشاعة الفوضى والاضطراب.. الذى يحدث ليس شيئاً عفوياً لأنه بات ظاهرة تتكرر فى القاهرة والمحافظات، وازدادت الشكوى من هذه التصرفات الحمقاء بشكل واضح.

لا أكون مبالغاً إذا قلت إن ما يفعله أمناء الشرطة يأتى فى إطار مخطط مرسوم لهذه الفئة تحديداً لأنها تعمل فى الداخلية، وكلنا يتذكر ما فعله الأمناء مؤخراً عندما أغلقوا مديرية أمن الشرقية وغيرها من الأقسام، ولا يكفى مع هؤلاء أن تكون هناك تشريعات توقفهم عند حدهم، لأن هؤلاء أصلاً لا يعترفون بالقانون رغم أنهم قائمون على تنفيذه، بل إن سطوة هؤلاء الأمناء تقع أيضاً على الضباط الذين يعملون معهم، والأمر يحتاج الى ما هو أشد من التشريعات بإعادة النظر فى المنظومة الإدارية كلها للشرطة.. الجهاز بأكمله يحتاج الى غربلة وتطهير شامل من الألف إلى الياء.

تصريحات الوزارة الأخيرة بأنها لن تتستر على المتجاوزين شىء جميل لكن الأجمل منه أن تقوم بإعادة غربلة الجهاز كاملاً وتسريح أمثال هؤلاء الأمناء وغيرهم والإبقاء على الوطنيين فقط الذين يعملون لخدمة الناس لا الذين يقومون بقتلهم وفرض الإتاوات عليهم، هذه التجاوزات التى تتم ضد المواطنين ليست فردية ولا عفوية وإنما هى ظاهرة تحتاج الى البتر والتطهير.. ثم كيف فلت عيار الأمناء الى هذا الحد، لو فتشنا فى الأمر فسنجد أن هناك ضباطاً شجعوهم على ارتكاب هذه المهازل.. ولابد أن يعلم الجميع أن مصر تمر بفترة حرجة فى تاريخها ومرحلة فارقة للغاية فى ظل التأسيس لدولة مدنية حديثة.

ثقافة الشرطة تحتاج الى تعديلات جذرية، فهى بهذا الشكل لا تكون مواكبة أبداً لمصر الجديدة القائمة على أن كرامة المواطن فوق كل اعتبار، وهو غير متواجد لدى هذا الجهاز الآن، لايزال جهاز الشرطة يتعامل مع الناس على أنهم متهمون حتى تثبت براءتهم، بخلاف القاعدة القانونية «المتهم برئ حتى تثبت إدانته».. ولذلك فإن الناس لديهم قناعات بأن ما يفعله الأمناء يأتى فى إطار خطة ممنهجة الهدف منها هو إحراج الدولة، وأن هناك من يحرك هؤلاء الأمناء، وهذا يقتضى من السيد مجدى عبدالغفار وزير الداخلية أن يقوم بدراسة هذا الأمر الدراسة الوافية حتى نتحقق من وجود مخطط من عدمه وراء الظاهرة الإجرامية لأمناء الشرطة.

أمناء الشرطة بتصرفاتهم الحمقاء يحرجون مصر الجديدة وأفعالهم ضد الدولة، ففى الوقت الذى تعلن فيه مصر الجديدة أن المواطن فوق الحكومة، نجد أن هذه الفئة الضالة تمارس كل أنواع القهر والذل على رقاب الناس، ووصل الأمر الى حد القتل وفرض الإتاوات وارتكاب كل الجرائم التى يعاقب عليها القانون. ولا أعتقد أبداً تجمهر المواطنين أمام مديرية أمن القاهرة جاء من فراغ، فليس فقط لأن أمين شرطة قتل مواطناً وإنما لأن هناك حالة احتقان شديدة داخل نفوس الناس الذين تجمهروا منددين بسقوط الداخلية.. نحن لا نريد سقوطها ولكن نريد تطهيرها من الذين يرتكبون الجرائم، فلا أحد ينكر الأعباء الثقيلة على هذا الجهاز ولكن أيضاً حالة الاحتقان داخل النفوس لم تأت من فراغ وإنما وراءها تجاوزات كثيرة فى حق هذا الشعب العظيم.
ومازلت عند الرأى القائل بأن هناك مخططاً خطيراً وراء أمناء الشرطة الذين يرتكبون هذه الجرائم ولا يجب أن تمر الأمور مرور الكرام أمام ظاهرة خطيرة تؤثر تأثيراً بالغاً على تأسيس مصر الجديدة التى يعد المواطن فيها أهم عنصر.

 

[email protected]