رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

يقول نجيب محفوظ: (أزعم أن الفن ازدهر فى العهد الناصرى، وجزء كبير من هذا الازدهار يعود إلى نظام الحكم نفسه لأنه سمح بهامش من الحرية)، هذا ما جاء فى كتاب (نجيب محفوظ... صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته)، وهو عبارة عن حوارات طويلة أجراها معه الناقد الراحل الأستاذ رجاء النقاش (صدرت طبعته الأولى عام 1998 عن مركز الأهرام للترجمة والنشر بمؤسسة الأهرام).

الحق أن المسرح بالتحديد كان من أبرز مجالات الفنون التى تألقت فى زمن عبدالناصر الذى تمر غدًا 51 عامًا على رحيله. وأظن أن هذا لم يكن غريبًا، فنحن المصريين عرفنا المسرح بمعناه الأوروبى منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر، ولما وثبنا إلى أوائل القرن العشرين انتشرت الفرق المسرحية المختلفة التى أسسها جورج أبيض وعزيز عيد ونجيب الريحانى وعلى الكسار وعبدالرحمن رشدى وأمين عطا الله وأولاد عكاشة وغيرهم، لكن يظل عام 1923 حاسمًا فى تاريخ المسرح، حيث أسس يوسف وهبى فرقة رمسيس على الطراز الأوروبى الحديث، وكما يقول الدكتور على الراعى فى كتابه الجميل (هموم المسرح وهمومى)، فإن هذه الفرقة تمكنت من وضع أسس عصرية لفن المسرح من حيث الانضباط والعقود والبروفات وبرامج الدعاية واحترام مواعيد رفع الستار إلى آخره.

فلما جاء عبدالناصر رفرفت فى سماء الوطن أحلام كثيرة قوامها الاستقلال والتقدم والعدالة، فانكب المؤلفون والمخرجون والممثلون على تعزيز الحالة المسرحية، فأسست وزارة للثقافة، التى دعمت مسرح الدولة (المسرح القومي)، كما أنشأت مسارح التليفزيون وعددها عشر فرق، ومسرح الجيب والمسرح الحديث ومسرح الطليعة ومسرح العرائس وقصور الثقافة وغيرها.

أذكر جيدًا أن التليفزيون المصرى ظل يعرض مساء كل خميس مسرحية السهرة، سواء أنتجتها مسارح الدولة أو مسارح القطاع الخاص. وبعض هذه الأعمال مأخوذة من المسرح العالمى، حيث كان الناس ينتظرونها بفارغ الصبر، وسأذكر لك الآن بعض المسرحيات التى شاهدتها بانتظام وأنا طفل وصبى وشاب فى النصف الثانى من الستينيات حتى مطلع الثمانينيات لتدرك كيف شكلت هذه العروض الجميلة الذوق العام لملايين المصريين وارتفعت به إلى ذرى سامقة.

خذ عندك بعض هذه المسرحيات التى عرضت فى زمن عبدالناصر، وكثير منها موجود الآن فى «يوتيوب»، هذا الاختراع المذهل الذى أحيا ذكرياتنا: سكة السلامة/ كوبرى الناموس/ حلاق بغداد/ شمس النهار/ السلطان الحائر/ دائرة الطباشير القوقازية/ الخال فانيا/ عيلة الدوغري/ راسبوتين/ بيومى أفندي/ شىء فى صدرى، «حمدى غيث لعب دور رشدى أباظة فى الفيلم»/ على جناح التبريزى وتابعه قفة/ السكرتير الفني/ أنا وهو وهي/ أنا وهو وسموه/ أنا فين وأنت فين/ حواء الساعة 12/ حالة حب/ سيدتى الجميلة/ إلا خمسة/ 30 يوم فى السجن/ الدلوعة/ البكاشين/ حصة قبل النوم/ موزة و3 سكاكين/ حسنين يعيش مرتين «محسن سرحان»/ روبابيكيا/ حضرة صاحب العمارة/ البيجاما الحمراء/ حركة ترقيات/ حواديت/ طبيخ الملايكة/ هاللو شلبي/ لوكاندة الفردوس/ نمرة 2 يكسب/ مطرب العواطف/ جلفدان هانم/ طبق سلطة/ غراميات عفيفى/ عبود عبده عبود/ سنة مع الشغل اللذيذ/ الإنسان الطيب/ الزوج العاشر/ سفاح رغم أنفه/ الناس اللى تحت/ ليلة مصرع جيفارا العظيم/ جوزين وفرد/ كل الرجالة كدة «إسماعيل ياسين واستيفان روستى»/ وغير ذلك كثير.

هذا المحصول المسرحى اتسم فى معظمه بالجدية والاحترام، بجانب ما يثيره فى عقول الناس ووجدانهم من متعة وسعادة، لكن مع منتصف السبعينيات انقلبت الأحوال وبدأت رحلة المسرح المصرى فى الانحدار السريع حتى الآن، إلا فيما ندر.

لقد شهد نجيب محفوظ المعروف بميوله الوفدية بازدهار الفن فى ذلك الزمن، وهى شهادة مهمة، لذا وجب التنويه.