عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

مثل شمس لا تغيب يظل اسم عبدالوهاب قتاية مضيئا فى ماسبيرو، لم يقف مذيع أمام الميكروفون إلا وتتلمذ على يديه، ليعرف أصول الإعلام وثوابته ويفهم كيف يضبط مفرداته ويحسن اختيار ألفاظه ويجيد انتقاء كلماته، على يديه تتلمذت أجيال وبما تعلموه منه أصبحوا أساتذة ليس فقط فى الإذاعة المصرية بل والإذاعات العربية على اختلافها لكنهم أبداً لا ينسون فضله ولا يغفلون حقه عليهم، من علمنى حرفا صرت له عبداً.

الأستاذ عبدالوهاب قتاية علّم أبناء ماسبيرو حروف الإعلام كلها، لذلك لا تتعجب عندما تجد إجماعاً داخل الإذاعة على اعتباره واحداً من عظمائها وروادها، والحق أنه وصف يستحقه لما قدمه لأبناء هذا الصرح العظيم من علم وما جاد به عليهم من كرم فى دعمهم ليبدأوا مشوارهم بحرفية وإتقان.

 «قتاية» بجانب ذلك له تاريخ كبير كإذاعى فهو ابن صوت العرب الذى دخل الإذاعة من باب الأدب والشعر وكان فى الستينيات أمين الاتحاد الاشتراكى فى ماسبيرو ومسئول التنظيم الطليعى وكان يقرأ مقال محمد حسنين هيكل على الجمهور كل جمعة فضلاً عن تواجده القوى داخل صوت العرب حتى بداية عام 1970، ومع أحداث مايو 1971 كان من ضحاياها مع الإذاعى الشهير جلال معوض وغيرهم ولكن بعدها فتحت له أبواب الشهرة والمجد وظل يمارس عمله الإعلامى إذاعياً وتليفزيونياً فى دولة الإمارات العربية الشقيقة حتى قام بإجراء لقاءات مع مئات الشخصيات المهمة محلياً وعربياً فى كافة المجالات، سياسة وفن وثقافة وأدب فى برامج لن ينساها الجمهور فى تليفزيون أبوظبى وأبرزهم الشاعر الكبير طاهر أبو فاشا وجلال معوض والشاعر الفلسطينى محمود درويش وعبد الرحمن الأبنودى والرئيس الفلسطينى ياسر عرفات وغيرهم.

منذ عام 2000 ومع التحاقى بقطاع الأخبار ذهبت إلى معهد الإذاعة والتليفزيون للحصول على دورات تدريبية لتساعدنى للعمل فى المجال الإعلامى وكان من حظى أن درست وتعلمت على يد كبار الأساتذة مثل الراحل أحمد فراج ومحمود سلطان وكان من بين هؤلاء الكبار الأستاذ عبدالوهاب قتاية الذى تشهد طرقات معهد الإذاعة والتليفزيون بوسط القاهرة كلماته التى تظل معى طوال عمرى وهو يشد من أزرى ويشجعنى ويقول لى: لديك الكثير والكثير فى مجال الإعلام، ومنذ هذه اللحظة لم تتوقف نصائحه ومحبته ودعمه لى طوال الوقت ولم ينقطع تواصلى معه، حتى فى أوقات الفراغ أدخل على صفحته لكى أتعلم فنون الحوار وهو يحاور كبار نجوم المجتمع العربى من الفنانين والمثقفين والساسة والشعراء بأسلوب راق يعتمد على المعلومة.

ولا أخفى أنى أيقنت قيمة المعرفة فى عملى الإعلامى من الأستاذ عبدالوهاب، فبدون العلم والمعرفة يفقد الإعلامى قدرته على الحوار وتهتز ثقته وتضيع هيبته أمام من يحاوره، أعتبر «قتاية» مدرسة إعلامية متكاملة فى فنون الإعلام والتدريب والنطق كما أراه إنسانا فريدا ومعلما قلما يجود الزمان بمثله عندما تستمع إليه تعشق كلماته الفريدة وأسلوبه الممتع فى جمال اللغة وبساطة الأداء وحلو الكلام فما أحوجنا إلى الأستاذ «قتاية» لنضبط مفرداتنا ونتعلم النطق الصحيح السليم من هذا القيمة والقامة الكبيربن.

بقى أن هذا الإذاعى الكبير الذى جاوز عمره الرابعة والثمانين ما زال محتفظا بلياقة ذهنية شبابية وقدرة إنسانية على العطاء الدائم والتواصل ودعم الآخرين بحب يجعله لا يتردد أبداً فى أن يهدى مؤلفاته القيّمة لمن يرى فيه رغبة فى التعلم، ويا لها من جائزة كبرى أن تنال قناعة الأستاذ بموهبتك فيمنحك واحدا من مؤلفاته سواء «فى صحبة الجميلة» الذى ألفه عن اللغة العربية و(لآلئ من الخليج) عن حواراته مع ٢٥ أديبا خليجيا.

و(لآلئ عربية) عن حواراته مع ٢٠ أديبا من مختلف البلاد العربية.

أو (قاموس رمضان) الذى يحوى ٤٠ لفظا رمضانيا. و(رفيق العمر الجميل عبدالمنعم عواد) سيرة أدبية و(الخليج شاعرا) الذى احتفل به فى معرض الكتاب الأخير.