رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

منذ أيام شهدت جامعة الأزهر حدثاً تاريخياً بدخولها التصنيف العالمى للجامعات للمرة الأولى فى تاريخها.. وعندما أتحدث عن التصنيف العالمى فإننى أقصد تصنيفين لا ثالث لهما.. «QS وشنغهاى». . وبدخول جامعة الأزهر تصنيف شنغهاى فإنها بذلك تدخل مرحلة جديدة من تاريخها العريق.

فجامعة الأزهر هى واحدة من أقدم جامعات العالم، فهى ثالث أقدم جامعة بعد الزيتونة والقرويين.. عمرها يزيد على 1000 سنة.. جامعة فريدة من نوعها ليس على مستوى مصر فقط بل على مستوى العالم.

وعلاقتى بجامعة الأزهر بدأت منذ أكثر من 20 عاماً عندما كلفنى أستاذى سعيد عبدالخالق، رحمة الله عليه، بتغطية أخبار جامعة الأزهر وكنت فى بداية مشوارى الصحفى وكان وقتها الدكتور عبدالفتاح الشيخ، رحمه الله، رئيساً للجامعة.. كانت أخبار الجامعة تتصدر الصحف، وكان الدكتور الشيخ ظاهرة فريدة فى الإدارة.. خاض معارك شرسة داخل الجامعة حتى نجح فى إعادة الهيبة والقضاء على الفوضى داخل جدران تلك الجامعة العريقة.. حتى إن الرجل لم يحابِ والده الذى كان أستاذاً بنفس الجامعة وطبق عليه القواعد الصارمة التى وضعها آنذاك.. وكان الوالد يشتكى من الابن فى كل مناسبة لأنه ببساطة تعامل معه مثل أى أستاذ.

كانت قرارات الدكتور عبدالفتاح الشيخ صارمة، وكانت تثير الكثير من ردود الأفعال.. وهنا كان الصيد الثمين وأخبار الصفحة الأولى.. ولأن الدكتور الشيخ كان عنيداً، فكان يلجأ تارة للشكوى وتارة أخرى للصدام.. وفى كل الأحوال كان رمزاً من رموز الجامعة وله الفضل فى إنقاذ الجامعة من حالة الضعف التى وصلت إليها آنذاك.

تعاقب على رئاسة الجامعة بعد الدكتور الشيخ عدد من الشخصيات البارزة، وكان لكل منها أسلوبه وطريقته فى الإدارة.. فمثلاً الدكتور أحمد عمر هاشم كان متفرغاً للمهام الكبيرة، وأسند الإدارة اليومية للجامعة إلى المرحوم محمود عبدالستار، أمين عام الجامعة فى ذلك الوقت، فقد كان موهوباً فى الإدارة.. بينما جمع الدكتور أحمد الطيب بين القيام بالأعباء الكبيرة ومتابعة العمل اليومى فى الجامعة، وقد أدارها باقتدار، ثم مرت الجامعة بعد الدكتور الطيب بمراحل ضعف أثرت على اسم الجامعة ومكانتها.

وعندما جاء الدكتور محمد المحرصاوى، الرئيس الحالى للجامعة.. تغيرت أشياء كثيرة، وظهرت بصماته فى كل اتجاه.. دخلت الجامعة لأول مرة فى تاريخها فى التصنيف العالمى للجامعات وهو ما يدل على جودة العملية التعليمية والبحثية داخل الجامعة.. وأعاد الدكتور المحرصاوى الانضباط والهيبة داخل جدران الجامعة حتى إنه بات يذكرنا بأيام الدكتور عبدالفتاح الشيخ، فمثلاً.. عندما تدخل الجامعة فى هذه الأيام تشعر بأنك تدخل محراب جامعة من أعرق جامعات العالم.. أما فى الأمس القريب حتى فى الشهور الأولى لفترة الدكتور المحرصاوى نفسه كانت الجامعة مرتعاً للفوضى وكانت المأساة كبيرة..

إذا كنت تسير فى طريق النصر وأردت أن تأخذ استراحة، فقد كان من الممكن أن تدخل جامعة الأزهر تفعل ما تشاء فى أى وقت تشاء.

أذكر أننى كنت أسير مرة داخل الجامعة وترحمت على أيام الدكتور عبدالفتاح الشيخ، وقلت: والله لم يتبقَّ شىء إلا دخول «التوك توك» حرم هذه الجامعة العريقة.

وما حدث من تقدم يحسب للدكتور المحرصاوى ولكن ما زال أمامه الكثير.. فمثلاً الجامعة تحتاج إلى تفكير خارج الصندوق فى استثمار أصولها الفريدة من نوعها خاصة فى المجال الطبى.. الجامعة يمكن أن تحقق طفرات فى مواردها من استخدام الأصول غير المستغلة.. الجامعة تحتاج إلى خطة لإعادة الانضباط فى فروعها بالأقاليم لتعود إليها الهيبة من جديد.. الجامعة تحتاج إلى إعادة النظر فى مستوى أداء العنصر البشرى من الإداريين.. صحيح أنه موروث قديم لكن يمكن علاجه.. الأهم من كل ذلك أن الجامعة تحتاج إلى توسيع دورها فى نشر منهج الوسطية والاعتدال فى مختلف الدول الإسلامية.