عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

موقف يحتاج إلى تفسير.. القوى العاملة تطرح وظائف للشباب ولا يتقدم أحد سوى عدد قليل.. إيه الحكاية، هل نحن فى مصر قضينا على البطالة تماماً لدرجة وجود آلاف الوظائف الحكومية التى لا تجد من يشغلها؟!.. وصاحب مصانع يناشد الشباب العمل لديه بمرتبات مجزية مع توفيره وسيلة مواصلات ولا أحد يسأل فيه.. تصوروا أن صاحب المصنع ينشر إعلانات يعلن فيها عن توفير فرص عمل ولا أحد يتقدم لشغل هذه الوظائف!!

أخذت أضرب أخماساً فى أسداس للوصول إلى تفسير عقلى ومنطقى، فلم أجد سوى «صداع» يركب رأسى ويصيبنى بحالة ارتباك شديدة.. هل قضينا تماماً على البطالة والتحق كل الخريجين والعمالة بوظائف لدرجة أنه لا يتقدم أحد للوظائف المعروضة؟.. هل ما يحدث حقيقة أم أمنية نتمنى أن تكون؟!.. الحقيقة أننى لا أحلم، وليست هذه هواجس تراودنى لكنها الحقيقة بعينها، إن وزارة القوى العاملة تعلن عن وظائف شاغرة، ومستثمر بالقطاع الخاص يعرض هو الآخر وظائف ولا أحد يتقدم.

أصدقائى قالوا لى عندما كنا نتناقش فى هذا الشأن إن هذه الوظائف لا يقبل عليها الشباب لأنها لا تلبى طموحاتهم وأحلامهم.. ومن فرط ما هالنى ما قاله أحد الزملاء إن رافضى التقدم للوظائف يرددون أن زملاءهم ممن يدعون العمل بالشأن السياسى أو من يطلقون على أنفسهم نشطاء سياسيين يركبون السيارات الفارهة، ولديهم حسابات فى البنوك، فكيف لهم أن يرضوا لأنفسهم العمل بمقابل مادى أو راتب شهرى؟!

أتعجب من هذه المقارنة لأنها فى الأصل ظالمة، وأن الذين يرتدون ثياب النشطاء السياسيين لهم أدوار مكلفون بها وأجندات خاصة، ولذلك كانت بأيديهم الأموال الغزيرة.. أما الشىء المؤلم فى هذا الصدد أن يعقد الشباب الخالى من العمل مقارنة بمن انحرفوا عن جادة طريق الصواب.. لقد أصاب هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم بالنشطاء شباب مصر وفتياتها بحالة لا مبالاة ويأس عندما وجدوا أقرانهم يتمتعون بغنى فاحش. الأمر يحتاج من وزارة القوى العاملة التى وفرت هذا الكم الهائل من الوظائف أن تقدم للشباب الوعى الرشيد، وتهيئهم لما تعرضه من أعمال.. ولا يكفى أبداً إعلان الوزارة عن وظائف شاغرة فى ظل هذه الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد.

لا أكون مبالغاً إذا قلت إن هناك شباباً لا يفكر إلا فى الوصول إلى الحلم الذى يريده بين عشية وضحاها.. وما يحدث هو اضطراب فكرى أصاب الكثيرين ومنعهم من الإقدام على الوظائف الجديدة.. أزمة الشباب العاطل عن العمل لم تحل رغم إعلان الوزارة عن وجود فرص عمل.. بل الموضوع غريب ويحتاج إلى إعمال العقل والمنطق للبحث عن تفسير يقبله العقل.. فهناك شىء خاطئ لأن الطبيعى والذى كان متوقعاً هو التكالب على الوظائف الحكومية أو الخاصة، لكن هذا لم يحدث.

[email protected]