رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

نستكمل سويا حديثنا اليوم فى إطار مسيرة التواطؤ وفقه التلون للإخوان المتأسلمين وملامح الصراع بين دراويش حسن البنا وتلاميذ الملا عمر مؤسس حركة طالبان وكيف توغل الإخوان فى أفغانستان.

ربما أتفق مع الطرح المعنى بعدم وجود الرغبة الحقيقية لحركة «طالبان» فى السيطرة التامة على مقاليد السلطة، وتصدّرها للمشهد فى كابول، وتجاوزها للخطوط الحمر التى رسمتها الولايات المتحدة، بما يضمن بقاء الحكومة الأفغانية فى الحكم، أو من يمثلها، خشية عدم تمكن الحركة الأصولية التكفيرية من الحصول على الشرعية التامة من دول الاتحاد الأوروبى، أو دول المنطقة العربية والشرق الأوسط، التى ترفض الاعتراف بالشرعية السياسية للجماعات المتطرفة.

لم تكن كابول يوما بعيدة تمامًا عن مصيدة الإخوان، إذ تم استقطاب هارون المجددى مندوب الهيئة العربية عن أفغانستان، واستقباله فى مقر المركز العام للجماعة فى القاهرة عام ١٩٤٨، كما لعب «قسم الاتصال» بالعالم الإسلامى والبلاد العربية الذى أسسه حسن البنا عام ١٩٤٤، دورًا مهمًا فى استمالة الشباب الأفغان الوافدين للدراسة فى جامعة الأزهر، أمثال برهان الدين ربانى، وعبدرب الرسول سياف، ومحمد خان نيازى، وقلب الدين حكمتيار، وغيرهم، والذين تمكنوا من نشر المنهجية الفكرية للإخوان بين طلاب الجامعات، وأسسوا حركة «الشباب المسلم»، و«جمعية خدام الفرقان»، و«الجمعية الإسلامية»، لدرجة دفعت حكومة داود خان إلى متابعتهم وملاحقتهم أمنيًا.

مع اشتعال الحرب الأفغانية السوفياتية التى استمرت من كانون الأول ديسمبر ١٩٧٩ حتى فبراير ١٩٨٩، كانت جماعة الإخوان الداعم الأساسى والمموّل الرئيسى لجبهات المقاتلين الأفغان، تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية، التى أطلقت عليهم «السلاح السرى» فى حرب الظل ضد الاتحاد السوفياتى، وفقًا لكتاب «النوم مع الشيطان»، لضابط الـCIA المتقاعد روبرت باير، المسئول عن عمليات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، كاشفًا توظيف المخابرات الأمريكية لجماعة الإخوان، فى القيام بأعمال قذرة فى كل من اليمن وأفغانستان.

أشرفت جماعة الإخوان مباشرةً على المشهد الأفغانى، وكلّفت كمال السّنانيرى (زوج شقيقة سيد قطب)، إدارة ملف الحرب الأفغانية، ومن بعده الدّكتور أحمد الملط، بمساعدة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، والدكتور كمال الهلباوى، والدكتور مناع القطان، خلال فترة المرشد الرابع للجماعة، محمد حامد أبوالنصر، فضلًا عن تأسيسهم جبهة موحَّدة للقتال ضد الروس تحت مسمى «الاتحاد الإسلامى لمجاهدى أفغانستان»، برئاسة عبدرب الرسول سياف عام ١٩٨٣.

سقوط حركة «طالبان» عام ٢٠٠١، كان بمثابة بداية ملهمة لقيادات الإخوان فى إعادة تموضعهم التنظيمى فى العمق الأفغانى، والتغلغل فى مفاصل المؤسسات الثقافية والفكرية الاجتماعية والسيادية، إبان حكم الرئيس حامد كرزاى، كبديل لـ«طالبان» التى دخلت فى منافسة شرسة مع جماعة الإخوان نهاية التسعينات من القرن الماضى، رغم المظلة الفكرية الجامعة بين أدبياتهما فى مفاهيم أسلمة المجتمعات والسيطرة على الحكم، إذ وقعت المؤسسات السيادية الأفغانية، تحت هيمنة جماعة الإخوان، فى مقدمتها جهاز المخابرات المركزية، الذى ظل تحت سيطرتهم لفترة طويلة، وكان رئاسته أسد الله خالد، أحد رجال عبدرب الرسول سياف، فضلًا عن احتفاظهم بمنصب رئيس أركان الجيش الأفغانى سابقا، وسيطرتهم على جهاز الأمن الداخلى والمؤسسات القضائية، وامتلاكهم مجموعة من شركات الحراسات الخاصة والخدمات الأمنية.

فى يونيو عام ٢٠٠٢، أعلنت ٣٠ قيادة أصولية تأسيس كيان سياسى يمثل جماعة الإخوان فى أفغانستان، تحت مسمى «الجمعية الأفغانية للإصلاح والتنمية الاجتماعية»، فى منطقة تيمنى فى العاصمة كابول، بعد الحصول على الموافقة الرسمية من وزارة العدل، وضمّت ٣٥ فرعًا، ووضعت فى مقدمة أهدافها التأثير فى الطبقات الاجتماعية المتعددة، بما يحقق للجماعة نشر أدبياتها الفكرية.

يتبع جمعية «الإصلاح الأفغانية»، عدد كبير من المدارس التعليمية الخاصة، وأكثر من ٤ معاهد لتعليم الفتيات، و٨ مدارس لتدريس العلوم الشرعية، و٧ معاهد متخصصة فى تأهيل المعلمين، منها على سبيل المثال معهد «الإصلاح لإعداد وتأهيل المعلمات»، أنشئت عام ٢٠٠٨، معنية بدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، و«إصلاح النموذجية»، أُسست عام ٢٠٠٦ فى مدينة جلال آباد، و«دار العلوم الإسلامية» أُنشئت عام ٢٠٠٨، ومدرسة «الفلاح» للبنات، أُنشئت عام ٢٠٠٩ بمدينة جلال آباد، وتخصصت فى إعداد الكوادر القيادية فى المجالات الفكرية والعلمية والمهنية،

وللحديث بقية

[email protected]