عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رغم أن موجة كورونا الحالية هى الأشد والأصعب والدنيا كلها تحذر من عواقبها الوخيمة، إلا أن هناك حالة تراخٍ أو لنقل عدم اهتمام على الإطلاق، رغم الخطر الشديد الذى يحيط بنا من كل جانب.. السؤال الحائر الآن: لماذا هذه الحالة الغريبة التى تسود بين المواطنين ومن أين جاءهم كل هذا الاطمئنان؟!.. منظمة الصحة العالمية تحذر بشكل قاطع من هذه الموجة، والمواطنون عافاهم الله وأبعد عنهم كل شر، لا يبالون بهذا الأمر وكأن الفيروس اللعين قد اختفى والدنيا باتت آمنة وفى سلام!

الإجراءات الاحترازية المشددة التى قامت بها الدولة المصرية فى بداية هجوم الفيروس، كانت بالغة الأهمية، لأن الحكومة اتخذت كل الإجراءات التى تحمى المواطن من الإصابة بهذا الأذى البشع. والآن الحكومة لم تتراخ أبداً فى اتخاذ الاجراءات المشددة والتدابير اللازمة فى هذا الشأن.. إذن لماذا هذا التراخى من جانب المواطنين، ولماذا هذا الأمان رغم التحذيرات العالمية التى تؤكد أن الفيروس سيتحور بشكل أكثر خطراً وبشاعة. ومن هذا المنطلق لابد من اتخاذ اجراءات أكثر صرامة لضمان سلامة المواطنين والحفاظ على صحتهم.

المواطنون فى الشوارع والمواصلات العامة تخلوا عن ارتداء الكمامة بشكل لافت للأنظار، لدرجة أن هناك الآن من يتنمر على مرتدى الكمامة، وحدث ولا حرج عما يحدث داخل مترو الأنفاق والقطارات، لم يعد أحد يلتزم بالكمامة ونضيف إلى ذلك المحلات العامة الكبيرة، الكل يدخل ويخرج دون ارتداء الكمامة ولو تصادف وجود من يطالبهم على باب المحل بارتداء الكمامة، فإن المواطن يخلعها فور دخوله هذا المحل. وحدث ولا حرج أيضاً فى كافة المصالح الحكومية أو الخاصة، لم يعد أحد يهتم بأى تدابير تحمى المواطن من هذا الخطر البشع، حتى المستشفيات نفسها تخلت عن هذا التدبير الاحترازى والأمر فيه حاجة غلط، حيث لم يعد المواطنون يلتزمون بأى اجراء احترازى سواء كان ارتداء الكمامة أو التباعد والكل ترك الأمر للظروف والصدفة، وهذه هى الكارثة الحقيقية. وهناك مواطنون يفسرون هذا الأمر بأنهم حصلوا على التطعيم وهو كاف وبديل للإجراء الاحترازى، وهذا فى حد ذاته خطأ بشع، حيث أن التطعيم ليس بديلاً أبداً للتدابير والاحتياطيات الاحترازية.

الصحة العالمية تحذر من متحور كورونا، وخاصة فى شمال أفريقيا ومصر، ونحن نتخلى عن الإجراءات وهذا يعد مصيبة المصائب، فلا يجوز أبداً أن نترك الأمور بكل هذه العشوائية، لأن نتائجها كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معان. والمفروض على الحكومة أن تشدد من الإجراءات الاحترازية خلال هذه الفترة المهمة التى تعد من أخطر الفترات طبقاً لتحذيرات وتعليمات الصحة العالمية.

عملية التشديد فى الإجراءات الاحترازية باتت الآن ضرورة ملحة، وأى تهاون بمثابة كارثة تحل على رقاب المواطنين وتصيبهم بالأذى والشر. فلماذا لا نعود إلى تطبيق الإجراءات والتدابير الاحترازية كما طبقتها الحكومة فى بداية هجوم الفيروس اللعين؟!.. الأمر ليس فيه رفاهية وإنما هو ضرورة ملحة لضمان سلامة الشعب المصرى العظيم.

ولابد على جميع وسائل الإعلام ان تنشط فى عمليات التحذير للمواطنين وتوجههم الوجهة الصحيحة من أجل الحفاظ على صحتهم وأهمية اتخاذ الإجراءات الاحترازية. وهذا فى حد ذاته يعد واجباً وطنيا وليس هناك أهم الآن من أهمية تنبيه الناس خوفاً على صحتهم وأهمية مواجهة هذا الفيروس الذى يتحور كل عشية وضحاها، مما يحدو بنا أن نشدد من الإجراءات والتدابير فى مواجهته، بدلا من هذا التراخى العجيب الذى يؤدى فى نهاية المطاف إلى ما لا يحمد عقباه.