رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى فى عالم السياسة ؛ولعبة توازن القوى العالمية ؛ علمتنا الأحداث أن السحر ينقلب دوما على الساحر؛ علاوة على ذلك قد يكون سببا رئيسيا فى تغير ميزان القوى. وهذا مايؤكده «سبنسر أكرمان» فى كتابه الجديد عهد الإرهاب. حيث تناول فيه كيف أدت حقبة 11 سبتمبر إلى زعزعة استقرار أمريكا وأنتجت ترامب، فالأحداث أكدت أن الأساليب العنيفة والملتوية، والبعيدة عن الحقائق، للرد على 11 سبتمبر كانت لها آثار سلبية عميقة محليًا فى الولايات المتحدة. والأرقام والمؤشرات الاقتصادية، تشير إلى تعرض الاقتصاد الأمريكى فى 11 سبتمبر 2001 إلى أسوأ خسارة منذ الحرب العالمية الثانية.

وما زال الأمريكيون يتحسسون خسائرهم الاقتصادية، على الرغم من مرور عقدين على الأحداث، التى غيرت الولايات المتحدة للأبد، ومعها تغيرت خارطة مناطق واسعة فى الشرق الأوسط. وتعرض الاقتصاد الأمريكى فى ذلك التاريخ إلى أسوأ خسارة منذ الحرب العالمية الثانية، على الرغم من أن الحدث وقع فى برجين تجاريين؛ فتقديرات الخسائر المباشرة وغير المباشرة والتقديرية لبعض القطاعات تصل إلى نحو 1.6 تريليون دولار أمريكى. وبالأرقام أيضا، تبلغ قيمة الخسائر فى الموارد البشرية نحو 24 مليار دولار.

وبدلاً من إحساس متجدد بالهدف الوطنى، ووحدة متجددة داخل مجتمع متعدد الثقافات بشكل متزايد، ونخبة سياسية ملتزمة مجددًا بالصالح العام، تتحول الولايات المتحدة إلى شبه ديمقراطية حاقدة حيث تختفى المساءلة للسلطة الحاكمة فى بحر من التلاعب والأكاذيب، والقيود الحقيقية على معرفة حقيقة الأمور، وسيطرت صناعة الأساطير من قبل المؤسسات الإخبارية التى تم إنشاؤها وتشغيلها ليس لإعلام الجمهور ولكن لتفضيل جانب واحد. فبدلاً من وجود سوق تنافسى للأفكار وناخبين يتمتعون بالسلطة، فإن السلطة السياسية تنتقل أكثر إلى أولئك الذين لديهم ميزانيات أكبر، وأكثر الأكاذيب إغراءً، وأقل المبادئ. فى هذا المستقبل غير السعيد، يتوقف الأمريكيون عن العمل معًا لتوسيع الكعكة للجميع، وبدلاً من ذلك ينتهى بهم الأمر فى الغالب إلى الخلاف على أسهمهم.

وإذا حدث ذلك، إلى جانب بعض الأخطاء الفادحة فى السياسة الخارجية، فسيكون من السهل على قوى جديدة عدة وعلى رأسها الصين تجاوز الولايات المتحدة فى المسار السريع وتحقيق أحلام شى الطموحة ؛ وهذا ماشرحته باستفاضة فى مقالى الأسبوع الماضى (بعد مائة عاما من أحداث سبتمبر). وإذا لم يُنظر إلى أحداث الحادى عشر من سبتمبر على أنها ناقوس الموت للعظمة الأمريكية، فمن المؤكد أنه سيُنظر إليها على أنها لحظة تحفيزية عجلت من انحدارها. إن حيلة أسامة بن لادن لإقناع الولايات المتحدة برد مدمر للذات ستكون مبررة، ولكن فقط لأن أمريكا وقعت فى الفخ الذى نصبه.

ما لم تدركه أمريكا أن التهديد الحقيقى هو مكافحة الإرهاب وليس الإرهاب فى حد ذاته”. وأنتج رد الفعل العنيف اشمئزازًا فى الرأى العام الأمريكى من التدخل الأجنبى. ومن الأشياء القليلة المشتركة بين، “دونالد ترامب” و”جو بايدن”؛ هو تصميمهما على مغادرة “أفغانستان”، وقد أكمل “بايدن” الانسحاب الذى اتفق عليه “ترامب” مع (طالبان)؛ 2020، فى “الدوحة”. لم تعكس سرعة إنهيار الحكومة الأفغانية ضعفًا عسكريًا فحسب ؛ بل عكست أيضًا ضعفًا وعجزًا انتشر بشكل واضح عبر الإدارات. أصر المسؤولون على أن الأحداث التى حدثت فى “مطار كابول” لم تكن تكرارًا لإخلاء “سايجون”، فى عام 1975، التى كانت صورها رمزًا للهزيمة الأمريكية لأكثر من جيل؛ رغم أن أوجه التشابه بينهما حتمية لتكون إدارة الولايات المتحدة، قد أخطأت التقدير للمرة الثانية، وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد.