رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الهدهد

فى عام 1887أقامت أحدى المدارس حفلا فخما لتوزيع شهادات الابتدائية على الناجحين..دعت المدرسة الخديوى توفيق وكبار رجال حاشيته والوزراء ورهطا من علية القوم. كان من نظام الحفل أن يتقدم الطلبة الناجحون للمثول بين يدى الخديوى واحدا فواحدا وقد أعد الطلبة لهذا الغرض فلُقنوا العبارات المناسبة فى هذا المقام ومنها أنه فى حالة ذكر اسم الطالب أو اسم والده يجب أن يكون مسبوقا بكلمة (عبدك)، وجاء دور الطلبة أمام الخديوى ونفذوا التعليمات بدقة الا مصطفى كامل

فحين سأله الخديوى عن اسمه أجاب بإعتداد وأنفة مصطفى كامل غير مسبوق بكلمة عبدك وعن اسم والده أجاب أيضا : المرحوم على أفندى محمد، فعقب الخديوى على سبق معرفة بإخلاص والده من خلف التلميذ الصغير  الذى صار زعيماً فيما بعد  يقف ضابطا يكاد ينفجر من الغيظ يهمس إليه كي   يذكره بكلمة عبدك قبل كل إجابة فتجاهله مصطفى. 

واستُدعى مصطفى كامل أمام الضابط ومدرسى المدرسة و نوقش فى أسباب عدم طاعته وتنفيذ ما كلف به فأجاب بكل شجاعة وجرأة : كيف تطلب منى أن أذكر أمام الخديوى كلمة عبدك وما كنت أنا عبدا ولا كان أبى كذلك ولو قلت غير الحق كنت كذابا و محتالا وحاشا لى أن أكون كذلك.

هذه القصة دليل حى على أهمية الاعتزاز بالنفس .. فهكذا تكون الكرامة .. احترام المرء لذاته .. أن يقدرها بين الآخرين.. فإذا سلبت منك ستجعلك عرضة للإساءة وسوء المعاملة ، والشتم والمعاملة المهينة،   فكل شخص مسؤول عن صيانة كرامته بل والدفاع عنها مهما كلفه الامر، فلا تسمح لأى شخص أن يسيء الى كرامتك    ..

وكيف لانصون كرامتنا وقد خلقنا الله عز وجل معززين مكرمين .. قال تعالي 

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفضيلا  ).

«أنا عايشة معاه عشان الولاد..أنا بمشي  حالى عشان اكل عيشي..أنا مستحمل الاهانة عشان وعشان ..».  أرفض وأبغض  تلك الجمل  جملة وتفصيلا.. فلا حب بدون احترام ..ولا سعادة بدون عزة نفس ..ولا عمل بدون تقدير، فالتحلى بعزة النفس والكرامة مهما كنت فقيرا أو محتاجا أو ضعيفا  يغنيك عن الذل والإهانة والانكسار.

 تقول المادة الأولى فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الذي  تم عامة الثالث والسبعون هذا الشهر  ,» سبتمبر « : «يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين فى الكرامة والحقوق.  « الكرامة»  هنا سبقت» الحقوق»  فى البند الأول من الإعلان لأنها هى أساس كافة حقوق الإنسان

وبما ان الكرامة الإنسانية باتت من القضايا المهمة التى تطرح فى المحافل الدولية، أطالب بأن يتم تدريسها فى المناهج الدراسية بشكل أوسع وأعمق كى تنشأ الأجيال واعية لكرامتها وحقوقها، فمن يتربى على عزة النفس واحترام الذات فى الصغر لن يرضى ابدأ أن يذل أو يهان   فى الكبر.

نصيحة لوجه الله..ضع كرامتك فوق كل شيء،كرامتك أولا ثم الحب والصداقة والعمل والعلاقات جميعها.

[email protected]