رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

ترك الطب من أجل الإعلام، فأصبح واحداً من نجومه، وبالموهبة تقدم إلى الصدارة، وبالإصرار واصل النجاح، وبالمصداقية اكتسب الشعبية والاحترام، وبالمنهجية كتب تاريخه، صلاح الدين مصطفى لم يكن إعلامياً يؤدى وظيفة بل عاشقاً يبدع فى محراب مقدس، لم يخرج يوماً عن قيمه، ولم يحد عن تقاليده، ولم يفرط فى ثوابته، قدم نموذجاً مثالياً فى التمكن من أدوات مهنته والارتقاء بموهبته وتنمية قدراته، ومع كل تقدم كان يزداد تواضعاً، ومع كل نجاح يتجدد بداخله التحدى، فكان هذا سراً من أسرار تألقه الدائم.

عندما تعاملت معه لمست فيه خصالاً قلما تجدها إلا فى إنسان حريص على النجاح، منصت لكل متحدث وكأنه طالب يتعلم، مقدر لكل معلومة وكأن فيها مفتاح نجاحه، متمسك بكل فرصة وكأنه فى سباق، يعرف قيمة الزمن فلا يضيعه ويقدر الموهبة فلا يستهين بمن يمتلكها، صاحب كاريزما فى حديثه وطلة مختلفة فى ظهوره، لغته رصينة حتى فى جلساته الخاصة، متمكن من مخارج الألفاظ مهما كان الظرف والحدث، أما على الشاشة فهو صاحب صوت رخيم وحنجرة قوية خاصة عندما كان يقرأ نشرة أخبار التاسعة عبر شاشة التليفزيون المصرى تجد نفسك أمام واحد من الموهوبين المؤثرين.

الأستاذ صلاح الدين واحد من علامات الإذاعة والتليفزيون المصرى وأحد أشهر قراء نشرات الأخبار فى الجيل الذهبى للإعلام المصرى، وصاحب أهم اللقاءات والانفرادات مع كبار المسئولين فى مصر وخارجها، ارتبط اسمه بالكثير من المناسبات الرئاسية والتغطيات الأخبارية وكان وجهاً معروفاً للجميع لما يمتلكه من ثقافة وحضور طاغٍ وشخصية قوية وثقافة واسعة. وأتذكر نصائحه لى عندما اختبرنى بصحبة أستاذى إبراهيم الصياد والمرحوم عادل نور الدين فى بداية عام 2002 وما زالت نصائحه حاضرة معى حتى هذه اللحظة عن المهارات التى يجب أن يتمتع بها من يريد أن يعمل إعلامياً، والمهنية التى تفرق بين إعلامى محترف وآخر متربح.

الأستاذ صلاح صاحب فضل على كثير من الإعلاميين ليس فقط بما قدمه لهم من علم ومهنية وإنما بما رسخه داخلهم من مبادئ فهو صاحب مواقف ثابتة لا تتغير ودائماً يقول لست نادماً على قرار اتخذته بقناعة وبعد تفكير عميق حتى لو كان الثمن لهذا القرار ضخماً.

تربطنى بالإعلامى الكبير صلاح الدين مصطفى علاقة تمتد إلى عشرين عاماً منذ التقيته فى أول يوم لدخولى قطاع الأخبار ومازلت أنهل من علمه وثقافته وتجاربه المتعددة، فمن يعرفه عن قرب يلمس تواضعه الجم ورؤيته الثاقبة وإنسانيته الطاغية وابتسامته التى لا تفارقه رغم ظروف صحية ألمت به على فترات وكانت دعوات وعناية الله هى الحافظة له فهو الإنسان الملهم لكل الإعلاميين وهو الخبير فى شئون الإعلام المهنى الذى يعتمد على الحقائق والمصداقية والأدوات الصحيحة.

هو من الرعيل الأول الذى أطلق إذاعة الشباب فى السادس من أكتوبر ١٩٧٥ مع الراحل إيهاب الأزهرى رئيس إذاعة الشباب وأول من تولى تأسيس إذاعة الشباب وأول مدير لها، وكان إرسالها وقتها ساعتين فقط واسمها إذاعة الشباب فقط، وكان يقدم عدداً من البرامج منها برنامج ما يكتبه الشباب.

هو خريج الدفعة الأولى عام 1975 من كلية الإعلام جامعة القاهرة وكان له الفضل فى تطوير تليفزيون الإمارات بالشارقة، وتولى العديد من المواقع القيادية الإعلامية، منها رئيس الإدارة المركزية للأخبار المرئية بقطاع الأخبار ثم رئيساً للقناة الأولى ورئيساً لقطاع القنوات الإقليمية ثم رئيساً لقطاع التليفزيون، كما كان عضواً بلجنة جودة المحتوى والمهنية وكان عضواً دائماً فى لجان اختبار المذيعين الجدد، بالإضافة إلى عدد من البرامج أبرزها برنامج كلمات الذى كان يذاع على القناة الثانية.

سيظل اسم صلاح الدين مصطفى علامة كبيرة فى مجال الإعلام المصرى وستظل ثقافته وكاريزمته مؤثرة وملهمة لكل من يريد أن يكون قيمة مضافة لأى عمل إعلامى، ولذا فأنا فخور بأننى واحد من تلاميذه الذين عرفهم عن قرب وتعلم واستفاد من خبرته الطويلة.