عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

نتوقف كثيرًا في حياتنا أمام بعض المواقف والشخصيات والأحداث والكلمات، التي لا نستطيع نسيانها أو تجاهلها، لتظل محفورة في ذاكرتنا وقلوبنا، رغم مرور السنين.

ربما لا تبرح ذاكرة الكثيرين، أشهر مقدمتين لبرنامجين تليفزيونيين، كانتا الأكثر انتشارًا في تسعينيات القرن الماضي، تتناولان ما «حدث في مثل هذا اليوم».. «بالحب والوفاء نبدأ لقاءنا اليومي، مع برنامجكم الثقافي التاريخي» بتعليق المتميز «أحمد فؤاد معاذ»، و«على عتبات الزمن، أحداث فتحت لأصحابها بوابة التاريخ» للصوت الرخيم «أحمد سالم».

أتذكر جيدًا هاتين المقدمتين الراسختين في الوجدان، رغم مرور عقود، خصوصًا في شهر «سبتمبر/ أيلول» كل عام، نظرًا لأحداثه الكبيرة والفاصلة، التي غيَّرت مجرى التاريخ.

لا أدري، لماذا تبقى الذاكرة حاضرة بقوة في بعض المواقف والأحداث المرتبطة بهذا الشهر، الذي كان على الدوام ضيفًا ثقيلًا، لارتباطه بأحداث كبرى عند العرب، منذ عصر «البابليين»؟!

كثير من الأحداث والروايات، أثبتت بعد مراجعات فكرية وعقلية، أن التاريخ قد يتحول إلى ألعوبة بأيدي العابثين، في محاولة مفضوحة للتدليس والكذب، لإخفاء الجرائم وإلصاقها بالضعفاء المقهورين، الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم!

نعتقد أن العرب جميعًا ما زالوا يدفعون «فاتورة» بعض الأحداث، بالدم والدمار، ضمن مقتضيات «لعبة الأمم» وتحريك «بيادق الشطرنج»، سواء أكان بيد حكام مستبدين، أو بواسطة إرهابيين أفرغوا الدين من مضمونه، لتثبيت «متلازمة» الإسلاموفوبيا.

لقد ارتبط «سبتمبر» في ذاكرتنا المعاصرة بوصفه «أيلول الأسود»، عندما شهد ذروة صراعٍ دامٍ بين المقاومة الفلسطينية والنظام الأردني في 1970، ليستمر عامين، وينتهي بأحداث دامية في جرش وعجلون سنة 1971.

ذاكرة «أيلول» ممتلئة بأحداث صعبة ومريرة، كان لها ارتباط مباشر بعالمنا العربي، بدءًا من مشهد وفاة «عبدالناصر»، مرورًا باستشهاد الطفل محمد الدرة، وليس انتهاء بمقتل وزيرة خارجية السويد «آنا ليند» في 2003، مأسوفًا عليها.

لعل الحدث الأبرز «مصريًا»، كان في سبتمبر 1981، عندما أصدر «السادات» قراراته الشهيرة بإغلاق جميع الصحف غير الحكومية، واعتقال رموز العمل الوطني والسياسي والديني ورجال الفكر، الذين تجاوز عددهم 1530 شخصًا!

أخيرًا.. ربما لم تستعد ذاكرة الألفية الجديدة عافيتها حتى الآن، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 في أمريكا، إثر انهيار بُرجي نيويورك، لتُحدث تغييرًا جذريًا في العالم، من خلال انتشار «فوضى الإرهاب»، وعودة الاحتلال الغربي مجددًا، وإن كان بطرق وأشكال مختلفة.. لكن المصادفة اللافتة لهذا التاريخ أنها ذكرى ميلاد الرئيس السوري بشار الأسد!

فصل الخطاب:

إذا أردتَ أن تَقْهَرَ شعبًا.. ما عليك إلا أن تهز ثقته في ذاكرته وتاريخه.

[email protected]