عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

نشرت مجلة الإيكونوميست تقريرا فاضحا تحت عنوان (الرعاية الصحية في مصر: ملاءات أسرة متسخة وقطط ضالة)! ومنذ أسابيع وأنا متردد.

وأجلت جراحة هامة لا تحتمل التأجيل واعتبرتها مجازفة بحياتي.!, ولكن جرت الأمور عكس ما توقعت, اهتمام حقيقي من فريق الأطباء بقصر العيني الفرنساوي, ودقة وإخلاص في العمل في حر وصيام رمضان, بدأ الأمر بمرونة وتسهيل د. عصام عزوز رئيس قسم الجراحة بالتليفزيون المصري للإجراءات الروتينية, ثم ذلل الأستاذ أحمد زغلول المدير الإداري بالمستشفي كل الإجراءات وقام بإنهائها مع موظفين محترمين وملتزمين في زمن قياسي, وأجريت الجراحة في موعدها, ورحب طبيب التخدير وفريقه المعاون بأسئلتي المرتعبة! تابع صديقي د. مصطفي شمعة أستاذ المسالك باهتمام مراحل الجراحة, ثم حضور صديقي د. طارق فوزي أستاذ العظام, وصديقي الشاعر والمعد علي عفيفي الذي رشح لي الجراح الكبير د. مصطفي سليمان لإجراء العملية, كان لهذا كله عظيم الأثر المعنوي, بعد الجراحة, إشراف صارم ودقيق, فالمرور علي غرفتي كل ساعتين, والابتسامة لا تفارق وجوه الأطباء وفريق التمريض, والغرفة تنظف ثلاث مرات يوميا, وهي في حالة رائعة, لدرجة أنني تخيلت أن ما أراه هلاوس بسبب البنج!

وقاربت علي تصديق تصريح وزير الصحة (أن مستشفيات مصر أرقي من نظيرتها في ألمانيا!).... نحتاج لمزيد من الإمكانات ليتحقق ذلك, ولنبدأ بتوفير البنج حيث تجري جراحات وجبر كسور بدون تخدير أصلا! ويلزم المرضي بإحضار المستلزمات الطبية, فإذا كنا قادرين علي تحقيق هذا المستوي في بعض مستشفياتنا فلماذا لا يسري الأمر علي كل المستشفيات؟ قبل الجراحة انكسرت ذراعي فوجدت في مستشفي بولاق الدكرور العام أطباء شباناً مخلصين, واهتماما فوريا وأشعات أجريت بسرعة ودقة وتم تجبير ذراعي بشكل رائع رغم نقص الإمكانات وعندما علموا بأنني إعلامي طلب بعض الأطباء والممرضين أن أوصل صوتهم بضرورة مد المستشفيات الحكومية بما ينقصها من مستلزمات طبية حتي يتمكنوا من أداء عملهم علي أكمل وجه! ولا يعقل أن تظل رواتب الأطباء في هذه المستشفيات أقل من1200 جنيه شهريا! وهو أقل من نصف راتب المسعف.! والممرض راتبه لا يتخطي الـ600 جنيه شهريا! وبدل العدوي المخصص للطبيب هو 19 جنيهاً! هذه أمور لا يمكن قبولها إذا أردنا إصلاحا للمنظومة الصحية في مصر, لقد فاز أوباما لأن برنامجه الانتخابي تضمن وعدا بضم ملايين الأمريكيين لمظلة التأمين الصحي.

أحالني البنج إلي ما يشبه الموت, فبعد ثوان أحسست بأن روحي تنتزع مني بقوة وسرعة وأنني غير قادر علي التنفس أو مواجهة هذه القوة النازعة المسيطرة !ثم إظلام تام, وسكون مطلق, ثم إفاقة في مكان لم تكن تتوقع أن تكون فيه.

أحاطني الأصدقاء والزملاء النبلاء بالزيارات والاتصالات التليفونية وعبر الفيس بوك مما منحني قوة نفسية عظيمة, وأتوجه لهم بالامتنان, د. إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا, ود. أحمد حسن, والفنانة التشكيلية رشا سليمان ومجدي شندي رئيس تحرير المشهد والمحاسبة أمل عبد الرءوف والمعدة إيمان زكي, ونجوم الفن رانيا فريد شوقي ونشوي مصطفي وسامي مغاوري وعلاء مرسي ومحسن منصور وإيهاب فهمي وسميحة عبدالهادي وعفاف رشاد ومفيد عاشور ومنير مكرم وأشرف طلبة ونبيل نور الدين وماهر سليم وأحلام الجريتلي وياسر علي ماهر ومحمد الصاوي, وعدد كبير من الأصدقاء والزملاء لا يتسع المقال لنشر أسمائهم, حفظكم الله جميعا.

خبير إعلامي

[email protected]