رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى المضمون

 

 

 

مشهد خروج القوات الأمريكية من أفغانستان بهذا الشكل المهين للقوة الأكبر فى العالم، ومن بعده غياب أى تمثيل أمريكى فى مؤتمر بغداد الأسبوع الماضى كانا كاشفين تماماً للمرحلة القادمة فى عمر الشرق الأوسط.

واضح تماماً أن بايدن ينتهج سياسة تقوم على ترك الشرق الأوسط لمشكلاته وتحدياته على الأقل التخلى عن التدخل الخشن بقوات بعد درس أفغانستان، ولكن هل هتتخلى الولايات المتحدة عن مغانم الشرق الأوسط ونفوذها الذى بنته على مدار سنوات، أم أن الأمر لن يتعدى مجرد تجنب المعارك التى لحقت بها والاستمرار فى نفس تواجدها وتأثيرها عن طريق حلفائها فى المنطقة وعلى رأسهم إسرائيل بالطبع.

أعتقد أن أمريكا تمارس سياسة جديدة تقوم على فكرة صفر خسائر، وما يمكن تحقيقه عن بعد أفضل من التورط مباشرة فى بلاد مثل أفغانستان ومن قبلها العراق وفيتنام.

تاريخ القوى الأعظم فى التدخلات المباشرة لا يصب أبداً فى مصلحتها، ومعظم هذه التدخلات بنيت على حسابات خاطئة، وجلبت الدمار للدول ولأمريكا نفسها.

بالطبع هناك قوى جديدة تتمثل فى روسيا والصين سوف تملأ الفراغ الأمريكى، ولكن روسيا والصين رغم قوتهما الاقتصادية والعسكرية لن يستطيعا تعويض الغياب الأمريكى بسهولة خاصة مع السياسة البراجماتية الصرفة لروسيا والصين فى التعامل وحسابات المصالح الضيقة..روسيا لا تبيع سلاحاً إلا إذا حصلت على ثمنه، والصين لا تفكر إلا فى السيطرة على اقتصاديات الدول وتحويلها إلى أسواق لمنتجاتها.

قد تظهر أوروبا كوكيل للأمريكان وواجهة للسياسات الجديدة فى منطقة الشرق الأوسط خاصة فرنسا الوجه المقبول فى المنطقة حتى لدى إيران حليف روسيا والصين وعدو واشنطن.

ما يدعم هذا الطرح هو الظهور اللافت للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى مؤتمر بغداد، الأمور تتشكل من جديد فى منطقة الشرق الأوسط، وأعتقد أن مصر سوف تلعب دوراً كبيراً فى المنطقة من المحور الجديد الذى تقوده ويضم العراق والأردن وهو ما مهد لمؤتمر بغداد وما سيأتى بعده فى المنطقة.

مصر بالطبع مؤهلة للعب دور كبير اقتصادياً وسياسياً والرئيس السيسى يدير ملفات خارجية باقتدار سوف نرى ثمارها قريباً بما يعود بالنفع على القاهرة والشعب المصرى بشكل مباشر فى السنوات القليلة القادمة.