عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

كان على موعد مع الخلود. جاءته الفرصة كاملة لكى ينضم اسمه إلى اسماء كبار الشعراء الذين غنت لهم أم كلثوم، بدءًا بأحمد شوقى وأحمد رامى وصولًا إلى محمد إقبال والهادى آدم وجورج جرداق وغيرهم، ولكن سوء الحظ لازمه حين لم تكتمل التجربة وبعد إجراء أربع بروفات لأغنيته فشل المشروع.

أما الشاعر التعيس فهو على مهدى رجل سيئ الحظ أو كما يقول الإسبان.. «خارج من خطوط الضوء» اتفق الجميع على أنه الموهوب التعيس برغم أن أغانيه وصلت إلى أعلى الأسماء، فقد غنى له عبدالحليم حافظ أغنية فوق الشوك ألحان محمد عبدالوهاب وغنت له وردة أكثر من خمس أغنيات منها كل اطبا القلب قالولي. ويا قلبى يا عصفور. ومن يوميها. واحبك فوق ما تتصور. وصبر، وأشهر هذه الأغانى لعبة الأيام، تلحين رياض السنباطى وغنت له نجاة ومحرم فؤاد وعادل مأمون وليلى مراد وصباح وغنت له أنغام دويتو مع عماد عبدالحليم وغيرهم.

على مهدى ولد عام ١٩٣٦ وبدأ حياته فنانا تشكيليا وكان الفنان حسين بيكار أكثر المشجعين لرسوماته واصطحبه إلى مجلة روز اليوسف وتعرف هناك على الفنانين زهدى العدوى ومنير فهيم وجمال كامل وصلاح جاهين وغيرهم وكان ينشر رسوماته واشعاره وقصصه فى روز اليوسف ثم نشر اعمالا أخرى فى مجلات آخر ساعة والمصور وذاع صيته إلى ان قدمه الكاتب الصحفى الكبير نبيل عصمت للفنانين محمد عبدالوهاب ورياض السنباطى لينتقل على مهدى إلى مرحلة النجومية، وبدأ الكبار تلحين أغانيه ثم كانت أجمل مفاجأة حين اصطحبه الناقد الكبير كمال النجمى إلى شاعر الشباب أحمد رامى الذى شجعه كثيرًا وأسعدته كتاباته وبعد مجموعة من اللقاءات اختار رامى ثلاث أغنيات لتغنيها أم كلثوم واستقبلته فى منزلها بعد ان وافقت على اختيارات أحمد رامى وبدأت البروفات لأولى هذه الأغانى ولكنها اشترطت على الشاعر الشاب على مهدى الا ينشر أى أخبار عن الأغنية فى الصحافة أو برامج الاذاعة والتليفزيون، وأكد لها حرصه على ذلك الا ان حظه السيئ جاء عكس وعده فقد نشر أحد الصحفيين الخبر فى مجلة الكواكب ليطير الخبر إلى أغلب الصحف والمجلات خاصة الفنية وكانت صدمة حياته الكبرى حين عرف ان أم كلثوم قررت إلغاء البروفات ورفضت استقبال على مهدى فى منزلها، أما الصدمة الأكبر حين وافقت الاذاعة والتليفزيون على تعيينه وطلبت منه اعداد أوراق العمل وبعد أن قدمها لم يبق سوى الكشف الطبى وفوجئ برفضه طبيا لوجود مرض مزمن بالقلب ولم يستمر الشاعر الخلوق طويلا، فقد عاش سنواته الأخيرة فى حالة اكتئاب وحزن حتى رحل فى عام ١٩٨٥، تاركًا أفضل الأغانى وأكثرها صدقًا وشفافية.

Nader nashed [email protected] gamail.com