الرجوع!

يقول جل جلاله وتقدست أسماؤه وآلاؤه فى محكم التنزيل الايات 27،28،29،30 من سورة الفجر (يا أيتها النفس المطمئنة إرجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى) والرجوع يعنى أنها كانت هناك فى الأصل وهى فى معناها الأدق غير اتجهى أو اذهبى إلى ..أو الخ .. وإنما الأقرب أن تعود إلى  ما كانت به أو  عليه أو فيه ..قمة المعنى تتمثل فى كلمة ارجعى كلمة تنصاع للرجوع .. فلسفة ودقة معنى فى لفظ محدود محدد والقارىء فى هذا الصدد يستمتع بيسر السهل الممتنع!..رؤية وقراءة .. الحق هو الأصل فى كل شىء وبالتالى فالرجوع إليه فضيلة .. وأى فضيلة .. الفضيلة فى لفظها وفى معناها .. بل ومبناها من حروفها!.. إرجع إلى الحق .. إرجع إلى العدل .. إرجع إلى الصواب .. إجعل الأصح هو الأفضل وإرجع دائماً إلى هذا المعنى الدقيق الجميل فى كل صورة..

تتجلى متعة قراءة هذه الأفكار فى أنها حققت أدق وأشق الأغراض والأمور الفلسفية وجعلتها فى متناول عامة الناس فهماً وتداولاً وتناولاً بينهم!.. إرجع إلى ربك وبالوالدين إحساناً والدعاء المستمر لهما ..ارجع الى من اساء اليك بالحسنة والكلمة الطيبة النصوح الى اصحاب الاخطاء حتى ولو كانت عمداً .. حقاً الرجوع الى الحق فضيلة مثلى .. ارجع سيئات الغير الى قصور فى الادراك الذى أبعدهم عن الحقيقة .. أرجع الحق الى كل الحقوق لاصحابها ولو كانوا قد أسأوا اليك بقصد أو بغير قصد عن حق او غير حق .. باب الحسنات يفتح دائماً لكل التائبين عن أخطائهم النادمين على فعلها المنزلقين الى اتيانها .. الرجوع الى الحق باب كل الفضائل وعاصم أصحابها من الرذائل ما ظهر منها وما خفى وكاشف لما أخفى ولو كان بلا عمد !!.. نعيد ونكرر بأن الرجوع الى الحق هو الحقيقة بمعناها المطلق بعيداً بعيداً عن النسبى!..