رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

لم يكن نموذجًا مستحيلاً بل هو قدوة قلّما توجد، والواقعة التى أكتب عنها هى لشاعر تناسته الأجيال ولم يكن يومًا فى الذاكرة برغم أنه صاحب النشيد الوطنى لمصر. «بلادى بلادى» الشاعر يونس القاضى المولود أول يوليو عام ١٨٨٨ فى حى الدرب الأحمر بالقاهرة عاش بين أسرة تتكون من تسعة أطفال وأب وأم، تميز «يونس» بينهم ومنذ صباه عرف بشعره الوطنى، كتب بالفصحى والعامية وحينما رحل إلى مدينة أبو قرقاص بالمنيا مع أسرته كان من نوابغ مدرسة الشيخ محمود عمر والتى تخرج منها مجموعة من المشاهير وقتها مثل المحامى الشهير محمد عتمان سالم وكان منافسا له فى كتابة الشعر الحماسى الذى كان وقودا للمظاهرات ضد الانجليز، ولكن يونس القاضى كان حظه أفضل من صديقه فقد فوجئ برسول ينقل له رسالة من خالد الذكر سيد درويش يطلب منه أن يتعاون معه فى الغناء وكانت بداية مرحلة جديدة له لحن وغنى له الشيخ سيد أغانى منها «أنا هويته واهو ده اللى صار» واثنتى عشرة أغنية أخرى أهمها «قوم يا مصرى وبلادى بلادى» وبسببهما حوكم درويش والقاضى ولكن ظلت أغانيه على ألسنة الناس وكانت تتردد فى طوابير الصباح المدرسية، ومنذ عام ١٩٧٨ أعاد محمد عبدالوهاب توزيع «بلادى بلادى» بعد أن قرر أنور السادات ان تكون نشيدًا وطنيًا.

أما يونس القاضى فكان ينشر مقالاته واشعاره فى جريدة «المؤيد» من عام ١٩٠٥ حتى عام ١٩٤٢، ولم يترك الأعمال الفنية فكتب ٦٩ أغنية لحنها وغناها زكى مراد ومنيرة المهدية وعبداللطيف البنا إلى جانب ٥٨ مسرحية استعراضية اجتماعية من بينها مسرحية «كلها يومين اتنين» تلحين سيد درويش، وقد أوقف الاحتلال الانجليزى عرض المسرحية بعد ان استمرت تعرض بنجاح فوق المسرح لمدة ستين يوما بطولة منيرة المهدية، كان اعتراض الانجليز على انها عمل فنى يحرض على العنف ضد الانجليز ويشعل المظاهرات.

فى عام ١٩٤٣ تم تعيين يونس القاضى مديرا على الرقابة على المصنفات الفنية بوزارة الداخلية حتى عام ١٩٥٢. وبعد أن تسلم منصبه بعشرة أيام كتب مقالا بالمؤيد، وفى اليوم التالى نفذ ما فى المقال فقد صادر أربع أغانى من تأليفه وجرّم اذاعتها من أى مكان من بينها أغنية «بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة» وأغنيه «ارخى الستارة اللى فى ريحنا أحسن جيرانا تجرحنا»، وفى نهاية حياته كتب فى جريدة الأخبار عام ١٩٦٦: «أنا أعيش فى ضياع أريد ان تمر أيامى بسرعة فالخوف يطاردنى» وتوفى عام ١٩٦٠. وأسدل الستار على ظاهرة قلما ان تتكرر فلم يكن يونس القاضى مجرد شاعر فنان بل كان حالة انسانية وعلامة لمسئول احترم مقعده وكان عنيدًا فى الحق حتى على حساب نفسه.

Nader nashed [email protected] gamail com