عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

دعت المملكة العربية السعودية منظمة التعاون الإسلامى إلى اجتماع طارئ هذا الأسبوع على مستوى الأعضاء الدائمين!

الاجتماع الطارئ جرى تخصيصه بالكامل لمناقشة الأوضاع المتصاعدة فى أفغانستان، بعد وصول حركة طالبان إلى الحكم ودخولها قصر الرئاسة فى العاصمة الأفغانية كابول ١٥ من هذا الشهر، وبعد أن أصبح العالم لا انشغال له إلا بما يحدث فى بلاد الأفغان!

والحقيقة أن حركة طالبان تبدو أحوج إلى منظمة التعاون هذه الأيام، أكثر من حاجتها إلى أى شيء آخر، فأفغانستان عضو فى المنظمة، التى لا يمكن أن تقف من مقرها فى جدة صامتة، بينما العالم يتابع ما يدور فى كابول بقلق بالغ، ويراهن على أن تكون التجربة السياسية الثانية للطالبانيين فى الحكم، مختلفة عن التجربة التى دامت خمس سنوات فى نهاية القرن الماضى!

ورغم اللهجة المعتدلة أو شبه المعتدلة التى تتكلم بها قيادات فى الحركة منذ دخولها إلى القصر، إلا أن هذه اللهجة لم تجد ترجمة لها على الأرض حتى الآن، ولا تزال الصور التى ينشرها الإعلام عما يجرى هناك تدعو إلى التشاؤم أكثر مما تأخذنا إلى التفاؤل!

ولا بد أن منظمة التعاون الإسلامى يقع عليها عبء لفت انتباه القائمين على طالبان، إلى أنها لا سبيل أمامها سوى أن يختلف وجودها فى السلطة هذه المرة عن المرة السابقة اختلافًا كاملًا، وبالذات فيما يتصل بقضايا المرأة، والحريات، والأقليات، وغيرها من القضايا الحياتية، وإلا، فالبديل هو الدخول إلى حالة من الخصام مع المجتمع الدولى!

وإذا حدث هذا الخصام فسوف تتوقف المساعدات والمنح عن الدولة الأفغانية، وهى مساعدات ومنح تمثل ثلاثة أرباع إنفاقها العام!.. إن دول العالم الكبرى لم تشأ أن تخفى أن استمرار مساعداتها متوقف على مدى استجابة طالبان لمطالب شتى العواصم بالاعتدال فى الحكم، واستيعاب مختلف التيارات السياسية فى الحكومة، ونبذ كل أشكال التطرف والتشدد فى سلوكها السياسى!

لا اختيار أمام المنظمة إلا أن تتحرك فى اتجاه أفغانستان وبسرعة، لأن سلوك طالبان السياسى غير المعتدل لا يمس بلاد الأفغان وحدها، ولكنه يمس العالم الإسلامى كله، ويشوه صورته فى مجملها وتفاصيلها، ويختزل صورة الدول الأعضاء فى صورة أفغانستان!