رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات


 

خلال السنوات الأخيرة، يمكننا بسهولة، رصد سلوكيات سلبية، لم نعهدها من قبل، بَدَتْ على كثير من الناس، في تعاملاتهم اليومية، على وَقْع تسارع وتيرة الحياة، والتغيرات التي طرأت على شخصياتهم.
لقد أصبحت علاقاتنا الإنسانية مرهونة خلف الشاشات، بكبسة زر، على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت تتحكم في مزاجنا العام، سواء أكان بالتقارب والتباعد.. أو حتى القطيعة!
كثيرًا نتردد في «اعتزال ما يؤذينا»، باستخدام خاصية الحَظْر «Block»، المتاحة بسهولة، للتخلص من أشخاص لا يستحقون اهتمامنا أو مشاعرنا.. بعد أن فقدوا قيمتهم في نفوسنا، وسقطوا من أعيننا.
يجب ألا نتردد في «حَظْر» مُنْتَهِكي مشاعرنا، الذين يستسيغون الكذب، ويُتْقِنون قَلْب الحقائق.. أو مَن كانوا مصدر طاقة سلبية و«إزعاج»، لأن طردهم من حياتنا رحمة لنا.
ربما يكون «الحَظْر» مطلوبًا، بل ضروريًا، مع مَن يدفعوننا إلى اليأس والإحباط، أو أولئك المصابون بالنرجسية والفوقية.. وغيرهم من أصحاب النفوس المريضة والقلوب الحاقدة، أو النوايا السيئة.
عندما تُصادف أولئك «المتلصصين، الفضوليين، المتطفلين»، لا تنزعج كثيرًا عندما تتخلص منهم، فـ«الحَظْر» حينئذ يكون فرض عين.. ولا مجال للحديث عن مراعاة الذوق مع فقراء الأدب.
بعض المقربين أو مَن يَدَّعون الصداقة، يعتبرون أنفسهم أذكياء، ولا أحد يراهم أو يعرفهم على حقيقتهم، لكن الواقع والزمان كفيل بتعريتهم، ولذلك فإن المواقف وحدها تجعل زر «الحَظْر» متاحًا أكثر من أي وقت مضى.
مأساتنا تكمن في «مخالطة» أصحاب الوجوه المتعددة، الذين لا نستطيع التثبت من إخلاصهم وولائهم ووفائهم وانتمائهم، أو التأكد من صدق مشاعرهم ونواياهم ومحبتهم.. حتى فقدنا القدرة على أن نميز الخبيث من الطيب!
إننا بالفعل نعيش في عالم «كاذب»، بعض سكانه يُجَمِّلون أسوأ ما فيهم.. هؤلاء فقط، عندما نستشعر حقدهم وحسدهم، لن يُجدي معهم العتاب، أو الاكتفاء بالقول: لقد نفد رصيدكم من المحبة، بل «الحَظْر» يكون وجوبيًا، إيذانًا بانقطاع علاقتنا بهم إلى غير رجعة.. وبالطبع سنكون في أفضل حال بدونهم.
إذن، «حَظْر» مثل هؤلاء من حياتنا ضروري، عندما نصل لدرجة عدم الاحتمال، بدلًا من مشادَّات تُهدر الوقت بلا معنى، وتستهلك رصيد المحبة دون جدوى.. احترامًا لأنفسنا، وتقديرًا لذواتنا، وراحة لنفوسنا وضمائرنا.
أخيرًا.. ربما يكون «الحَظْر»، أنجع الحلول وليس آخرها، لننأى بأنفسنا من الانزلاق إلى تَبِعات غير محمودة العواقب، أو التمادي في التسامح والعفو، مع هؤلاء الذين قد يعتبرونه ضَعْفًا، فيزدادوا إثمًا وتجاوزًا.

فصل الخطاب:

في حديقة أيامك.. لا يؤلمك كثيرًا أن تجد بعض الحشائش الضارة التي أدْمَت قدميك.

[email protected]