عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

 

 

 

المنفى يا حبيبتى.. عنوان قصيدة كتبتها منذ سنوات فى أعقاب لقائى بالشاعر العراقى الراحل عبدالوهاب البياتى أثناء إقامته الطويلة فى القاهرة حيث كان يعتبرها وطنه الثانى ونشر فى مصر أهم أشعاره خاصة فى مجلة الكاتب كما نشر أهم دواوينه وأنا أعشق منها - أشعار فى المنفى - تذكرت هذا اللقاء اليوم وأنا أكتب عن شاعر عراقى آخر اتخذ من القاهرة منفى اختياريا له هو الشاعر الكبير أمجد محمد سعيد الذى ودعناه منذ أيام وتم دفنه فى مدينة الموصل العراقية حسب وصيته.

هو آخر العراقيين الذين نودهم من مصر بعد البياتى وأمير شعراء العراق محمد مهدى الجواهرى وغيرهما من شعراء العراق ممن تشتتوا منذ سنوات فى عواصم العالم مثل سعدى يوسف وحميد سعيد وحسب الشيخ جعفر والسلسال يطول لكن شاعرنا اليوم أمجد محمد سعيد مثقف كبير قابلته كثيرًا فى أتيليه القاهرة حيث كان عضوًا فيه وهو دبلوماسى عمل فى البعثات الدبلوماسية العراقية فى عمان والخرطوم والقاهرة.

رحل أمجد عن ٧٤ عاما بعد حياة زاخرة بالكفاح والمعاناة والبحث عن لؤلؤة المستحيل كما يتخيل الشعراء وبالرغم من ان أمجد عاش سنواته الأخيرة فى زمن تسطيح الفكر والآداب والفنون ونفى كل ما هو جاد وصادق الا انه كان صامدًا لا يقبل المساومة بأى مقابل فقد جعل مثل غيره من الشرفاء.. المنفى سبيلاً وبديلاً.. القصيدة عنده كانت وطنه الأول وكان يراها روحا حية من حقها أن تنمو وأن تتطور وأن تكون الشكل المثالى لروحه هو وأن تكون فى أصدق أحوالها ولهذا كان يتعايش مع أشعاره.

أصدر أمجد سعيد خمسة عشر ديوان شعريًا إلى جانب مجموعة من أعمال المسرح الشعرى.. من أهم دواوينه نافذة البرق ١٩٧٦ وأرافق زهرة الأعماق ١٩٧٩ والبلاد الأولى ١٩٨٣ والحين الشرقى ١٩٨٧ وجوار السور فوق العشب ١٩٨٨ ومسرحيتان شعريتان وقصيدة ملحمية بعنوان رقم الفاو وتجمع بين الشعر المسرحى من حيث التكنيك والشكل الدرامى وبين أسلوب الملاحم الكلاسيكى وصدرت فى كتاب عام ١٩٨٩ وبعد عام واحد من صدور مسرحيتيه فى كتاباته على وجه العموم لم ينس التراث فهو أحد أعمدة المهمومين بالموروث وحصل على شهادة الماجستير فى التراث العربى من معهد البحوث والدراسات فى القاهرة عام ٢٠١١ وكان موضوع دراسته قضايا فى تحقيق التراث وله كتب فى هذا المجال مثل صورة العربى فى الإعلام الغربى و ما بين المرمر والدمع.. من آخر ما كتب فى الشعر قصيدة فتنة التحرير، يقول فى جزء منها: شفق من دم ودموع.. على شكل قلب نبى ها هو الآن يطلق ألوانها الغامضات على الرافدين.. الفرات ودجلة.. أمجد محمد سعيد ترجمت أشعاره إلى اللغات الروسية ثم الاسبانية والفرنسية والإنجليزية.

Nade nashed [email protected] gmail com