رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يدور الحديث هذه الأيام عن مصير سد النهضة من ناحية، وكذا مصير تونس من ناحية اخري، خاصة بعد تردد الانباء عن وصول بعض المرتزقة من ليبيا إلى الحدود التونسية. فيا تري، ماذا سينتهى الامر بالنسبة لسد النهضة؟؟ هل سيكون هناك اتفاق ملزم لجميع الأطراف، ام ستصر اثيوبيا على تعنتها؟؟ ويا ترى إلى ماذا سيصير الوضع فى تونس؟؟ هل ستشهد البلاد بعض القلاقل نتيجة غباء الاخوان الشياطين؟؟ أم انهم سيؤثرون السلامة ويتركون تونس للتونسيين؟؟

أما عن مشكلة سد النهضة، ففى تقديرى ان هذه المشكلة كشفت أمورا لم نكن نتوقعها من الدول الكبرى والدول الصغرى ايضا. فغنى عن البيان، ان أمريكا فى عهد رئيسها السابق ترامب دعت السودان ومصر واثيوبيا للحضور من اجل الوصول لاتفاق بينهم بإشراف الرئيس الأمريكى شخصيا وبالفعل بدأت الدول الثلاث التفاوض برعاية الرئيس الأمريكى حتى انتهوا لاتفاق بينهم، وبالفعل قامت مصر بالتوقيع عليه الا ان الجانب الاثيوبى بحركة صبيانية فر هاربا دون توقيع.

ونتيجة لهذا الموقف الطفولى كنا نتوقع ان تأخذ أمريكا موقفا حازما ضد اثيوبيا لكنها لم تفعل، وحين عرضت مصر موضوع السد على مجلس الأمن لم يكن لأمريكا موقف واضح، ثم فوجئنا بتوجه مجلس الأمن خلال جلسة مناقشة الأزمة بعدم اختصاصه بالموضوع مطالبا الأطراف المعنية باللجوء إلى التفاوض بينهم برعاية الاتحاد الافريقي. فلم تعترض أمريكا على هذا القرار، بل انها وافقت عليه دون ابداء أى تحفظ، كما وافق عليه باقى الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن. ومنذ هذا التاريخ لم تشهد الساحة السياسية أى تحرك بالنسبة لمشكلة السد.

ونحمد الله ان العناية الإلهية قد تدخلت فى الوقت المناسب، بإنزال الامطار الغزيرة على هضبة الحبشة، حتى اضطرت اثيوبيا إلى السماح بمرور المياه إلى السودان ومصر. لقد فرض الله سبحانه رعايته على مصر والسودان فى الفترة الماضية، ولكن، ماذا سيكون عليه الحال وقت الجفاف فى حالة عدم نزول المطر بالكميات الكافية؟؟ أعتقد اننا سنواجه حينها مشاكل كبيرة. ولكن على أى حال، فإننى لا أتصور ان تتطور تلك المشاكل لدرجة الصراع المسلح، لاسيما وان مصر والسودان يسعيان من جانبهما لإيجاد البدائل التى تعوضهما عن مشكلة نقص مياه النيل.

اما عن الشقيقة تونس، فأخشى ما اخشاه ان تتطور الاحداث التى تشهدها تونس هذه الأيام إلى حد اللجوء للعنف من جانب اخوان الشياطين، فإن هذه الفئة المارقة تعلم جيدا ان تونس هى المعقل الأخير لهم فى المنطقة العربية، وإذا لم يدافعوا عن تواجدهم هناك فسوف ينتهون تماما من المنطقة. وما يزيد خوفى وقلقى تلك الانباء التى ترددت هذه الأيام عن وصول بعض المرتزقة من داخل ليبيا إلى الحدود التونسية، فهذا الامر ان صح فى تقديرى نذير خطر، فربما ينبئ عن اللجوء للعنف كما حدث سابقا فى مصر.

وللحق، فإن موقف الرئيس التونسى الأخير تجاه اخوان الشياطين، قد لاقى تأييدا واسعا من مصر وباقى دول المنطقة، لاسيما ما أعلنه بشأن عدم السمح بحدوث أى قلاقل او تهديد للأمن فى البلاد، وان أى طلقة سيقابلها وابل من النيران لا قبل لهم به. ورغم ذلك ففى اعتقادى ان اخوان الشياطين مازالوا يتمسكون بتونس باعتبارها اخر معاقل لهم فى المنطقة. فيا ترى ماذا سيكون عليه الوضع فى الأيام القادمة؟؟ هل سيلجأون كعادتهم للعنف؟؟ ام انهم سيؤثرون السلامة ويفرون هاربين خارج البلاد؟؟

واخيرا.. أتمنى من الله سبحانه ان تنتهى مشكلة سد النهضة على خير، فالشعوب تكره الحرب، وعلى الحكام الانصياع لرغبات الشعوب، وعلى اثيوبيا تحكيم العقل والا تتهور، فتضع نفسها والمنطقة بأسرها فى موقف لن يأتى الا بالضرر والخراب، كما اتمنى من الله سبحانه ان تنتهى مشاكل تونس على خير حتى تبدأ مسيرة النهضة والبناء.

وتحيا مصر.