رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر

 

 

ما يشهده العالم من تغيرات المناخ يقول إن قمة المناخ التى تستضيفها بريطانيا فى نوفمبر المقبل، ستكون أسخن القمم من حيث موضوعها، ومن حيث الظروف الضاغطة التى تحيط بموضوعها!

فالحرائق التهمت وتلتهم الغابات فى أكثر من دولة، وقد التهمت فى اليونان وحدها ما يزيد على مائة وخمسين ألف فدان، وربما تكون لا تزال مشتعلة عندما ترى هذه السطور النور، وفى تركيا امتدت ألسنة النيران لتلتهم غابات ست ولايات كاملة، وفى الولايات المتحدة الأمريكية حولت غابات مدينة بكاملها فى ولاية كاليفورنيا إلى رماد.. وليست هذه سوى أمثلة ثلاثة من بين الكثير مما يتابعه الإعلام حول العالم!

وهذا هو ما دفع ألوك شارما، وزير شئون المناخ فى الحكومة البريطانية، إلى التحذير من تداعيات تأخر العالم فى مواجهة ما يحدث.. ومما قاله شارما إن العالم ليس أمامه سوى التصرف الآن، لا غدًا، لأن تغيرات المناخ لا تحتمل الانتظار عشرة أعوام، ولا خمسة، ولا حتى عامين!

حديث وزير شئون المناخ البريطانى فى محله تمامًا، لولا أن عليه وهو يطلق مثل هذه التحذيرات الصارخة أن يلتفت إلى أن الدول الصناعية السبع.. وبريطانيا واحدة منها.. كانت ولا تزال السبب الأكبر فى هذه التغيرات التى يصطلى بها الكوكب!

ومن المفارقات أن الدولة الأكبر فى العالم وفى الدول السبع معًا، وهى الولايات المتحدة الأمريكية، كانت قد انسحبت من اتفاقية المناخ الموقّعة فى باريس ٢٠١٥، وكان القرار الأول الذى اتخذه الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بعد دخوله البيت الأبيض فى ٢٠١٦ هو الإعلان عن انسحاب بلاده من الاتفاقية، غير عابئ يومها بما يمكن أن يصيب الأرض من وراء قراره غير المفهوم!

ومعنى ذلك أن على بريطانيا أن تدعو إلى قمة المناخ وأن تحتضنها من واقع مسئوليتها كدولة من الدول السبع، ومن واقع احساسها بأن عليها أن تفعل وتقدم الكثير، فى سبيل انقاذ العالم من عواقب التلوث الذى ينبعث من صناعتها وصناعة باقى الدول السبع!

ولا يصور حال الدول السبع الصناعية، ومعها حال باقى الدول غير الصناعية، إلا المثل الذى يقول إن الأفيال تتصارع والعشب يتكسر!.. فالدول الصناعية الكبرى تتصارع وتتنافس وتتسابق فى مختلف الصناعات، بينما الدول التى لا هى صناعية ولا هى تتمتع بعضوية «تجمع السبع» تدفع ثمن جرائم لم ترتكبها!