رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا... حسن الخلق ومكارم الأخلاق التى ما بعث الرسول الكريم إلا لأن يتممها «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» حديث عن رسول الله المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، لم يبعث إلا لإتمام مكارم الخلق وليس لعبادات وطقوس ومظاهر.. ما الأخلاق فى تعريف علم الاجتماع؟ هى مجموعة القيم والعادات والمعتقدات التى ترسخ فى وجدان الفرد والمجتمع وترتقى بالإنسان من حالة الدونية والغرائزية الحيوانية إلى مصاف التكليف البشرى والرقى والخير، وفى اللغة العربية يعرف الخلق بالطبع والسجية أى الصفات التى نشأ الفرد عليها وتظهر فى السلوك وفى طريقة التفكير والتعامل وفى الكلمات والإيحاءات، وهى علم كبير فى الفلسفة وفى الاجتماع وفى الدين وفى القانون الذى يحدد ويحكم المعايير الأخلاقية، بحيث يمنع المجتمع من الوقوع فى براثن الجريمة والكذب والخداع ولكن قد لا يستطيع القانون أن ينقى السرائر والضمائر من كل من يشوبها من أخلاقيات قد لا يعاقب عليها القانون الوضعى ولكن القانون الإلهى يعلم ما فى السرائر والنوايا ويحاسب الفرد على ما يجول بنيته، فإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فإذا نويت الهجرة والسفر لامرأة أو لمال فهى لهذا وإن نويت الهجرة والسفر لعلم وارتقاء ومساعدة النفس والغير فهى لهذا، وكل ما يقوم به الإنسان يقع بين القول والفعل ولا يغفل النية والضمير... ونحن الآن نحتاج إلى نعود إلى الأخلاق من منطلق إصلاح المجتمع حتى لا تكون حضارة تتقدم نحو العلم والبناء بينما الفرد ينحدر نحو الحيوانية والعدوانية والشذوذ، وإذا كان الإعلام الجديد والمنصات الإلكترونية الفضائية قد اقتحمت الحياة والبيوت فإنها على وشك تخريب النفوس والسلوك وما أحدثته بعض الأفلام والأغنيات والإعلانات من تشويه لصورة الإنسان والحض على سلوكيات ومظاهر وكلمات متدنية وقبيحة وصار الحوار الدائر بين الشباب يشتمل على ألفاظ وسباب فإنها أيضًا ساعدت على أن يتخلى العديد من أبناء الجيل الجديد عن قيمهم ومبادئهم بدعوى الشطارة والفهلوة أو أنهم غلابة ومساكين يحق لهم أن يفعلوا أى شىء فهم يحتاجون للمال فلِمَ لا يمدون أيديهم بالشحاتة أو السرقة أو ركوب توكتوك بلا رخصة وبلا قيود ورقابة وصارت مظاهر وسلوكيات غياب الأخلاق مظهرًا فى الشارع المصرى من تعدًّ على الممتلكات العامة واستباحة الطريق وأسلوب وطريقة التعامل بين البشر فى عنف وندية فلا بواب ينظف أمام عمارته ولا صاحب دكان يهتم بالرصيف ولا سائق يفسح الطريق لغيره ولا شاب يقف لتجلس سيدة أو رجل عجوز والأطفال لا يحترمون كبارهم ويتبادلون الشتائم والكلمات وأخيرًا الطبقة الراقية تجهر بالعرى وبالخمور والمخدرات فى كل مكان حتى الشواطئ الخاصة ولأن تلك المنصات الاعلامية الغربية تدعو الآن للشذوذ بين الجنسين كرمز للحريات فإننا بذلك نكون على أول طريق الانهيار الخلقى والدينى حين نبدأ تقليد هذه المفاهيم المحرمة فى الأعمال الفنية وقريبًا فى الشارع والمجتمع..الدين واحترام القيم جزء أصيل من التكوين الثقافى لأى مجتمع ومن ينكره فإنما ينكر الحقيقة والأخلاق جوهر الأديان جميعًا.. متى نعود إليها.. متى؟؟