رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يتابع معظم المصريين المنافسات العالمية فى أوليمبياد طوكيو المقامة حاليا باليابان، ويحزن كثيرون للنتائج المتواضعة للبعثة المصرية فى مختلف اللعبات الفردية والجماعية. الطريق إلى حصد الميداليات وتحقيق أرقام تنافسية جديدة بالنسبة للدول التى تحقق نتائج مبهرة يبدأ ربما قبل الحدث بعشر سنوات، وهذا ليس غريبًا كما قد يتصور البعض. هناك دول تعد أبطالها لأوليمبياد باريس 2025 ربما من قبل أوليمبياد طوكيو الحالية بسنوات، من خلال عملية صناعة أبطال حقيقية باستكشاف البراعم الذين سيصبحون أبطالًا بعد 10 سنوات. عملية صناعة الأبطال يمكن أن تندرج تحت مفهوم «الجودة» الكبير الذى تحرص عليه دول كثيرة فى كل مجالات الحياة الاقتصادية والرياضية والتعليمية. ومن التعريفات المهمة التى تتبناها المنظمات الدولية مفهوم « جودة الحياة» بمعنى أنه ليس المهم أن تحيا – الأهم أن تكون حياتك جيدة.

جودة التعليم من الأهداف القومية الأكثر أهمية فى البلدان المتقدمة لأنها تفتح مسام النجاح فى حال العمل بها وتطبيق قواعدها ومعاييرها لتنعكس بعد ذلك على الصناعة والتجارة والزراعة والسلوك العام للناس ومدى وعيهم بأهمية أن تكون اختياراتهم فى الحياة علمية وليست عشوائية. من حسن حظى أننى اقتربت عمليا من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد المصرية، وهى الهيئة التى تتبع رئيس مجلس الوزراء مباشرة، والمسئولة عن اعتماد كل مؤسسات التعليم فى مصر– الجامعية وما قبل الجامعية– وقد أضاف لى الاقتراب من هيئة جودة التعليم التى تترأسها أستاذة هندسة معمارية فاضلة هى الدكتورة يوهانسن عيد الكثير مما لم أكن ملما به من قبل.

الحقيقة أن هيئة جودة التعليم تشبه مدير فنى عالى المستوى فى مجاله، ولكن تظل الأشكالية ليست فى المستوى الرفيع للمدير الفنى وانما فى البيئة المحيطة باللعبة، وفى الكثير من جوانب الحياة التى لها التأثير الأكبر على النتائج النهائية لمسئولية تحقيق الجودة.. التقدير الدولى لهذه الهيئة كبير، وكذلك ما يحظى به تكنيك عملها الحديث من احترام إقليمى، ولكن تظل قيمة مخرجات التعليم ودور التعليم ككل فى أى عملية نهضة محكوم بنوع عمل كل المؤسسات ذات الصلة، والأهم بدرجة تطور الفكر الاجتماعى وقدرته على مسايرة العصر والوعى باحتياجاته.

نعود لمفهوم الجودة فى مجال الرياضة ولماذا لم نحقق به حتى الآن قفزات نوعية حقيقية على المستوى الدولى خاصة. الحكاية أن المؤسسات المعنية بالأمر من لجان أوليمبية ووزارة شباب وأندية وغير ذلك لا تتعامل مع الرياضة كصناعة، ولا تصدق على ما يبدو أن هناك ما يمكن أن نطلق علية « صناعة الأبطال». المؤكد أن المدارس وحتى الشوارع بها من هم مؤهلون ليكونوا أبطالًا فى لعبات مختلفة، وفقط يحتاجون للحاضنة المؤسسية التى تتبنى تأهيلهم بالعلم وليس الفهلوة.

فى بعض الدول يبدأ التأهيل من سن مبكرة جدا ربما دون الخامسة. الاحصائيات الدولية تقول أن أكثر من 38 مليون لاعب يحملون رخصة لممارسة كرة القدم عالميًا ينتشر سدسهم فى ألمانيا، وفى البرازيل يمارس اللعبة 15 مليون لاعب مسجلين لدى الاتحاد البرازيلى لكرة القدم، وغير المسجلين 11 مليون لاعب. ويبلغ عدد المسجلين فى ألمانيا 6.7 ملايين لاعب. خلاصة القول إن الإخفاق فى التمثيل المشرف، وحصد الميداليات المناسبة فى أوليمبياد طوكيو ليست بسبب الإعداد المتأخر ولكن بسبب التفكير المتأخر، والافتقار لثقافة وعلوم الجودة – خاصة جودة الإعداد التى تتطلب من المؤسسات المعنية بالأمر أن تعلن مثلًا خطتها لأوليمبياد باريس 2025 من الآن وليس قبل بدء المنافسات بأيام قليلة.. وإلى لقاء جديد فى 2025 من باريس، وأتمنى لو أمد الله فى العمر ألا أعيد كتابة نفس المقال بذات المعانى.